عباس حيروقة
كنا تحدثنا غير مرة في وعن المشهد الثقافي السوري عامة والحموي خاصة لا سيما عبر هذا المنبر الذي نحب ( صحيفة الفداء ) سلطنا الضوء حينها على حيوية وعراقة ما امتازت به هذه المحافظة في مرحلة كانت سورية كلها تشهد حراكا ثقافيا غير مسبوق ( عدد الصحف والمجلات – الملتقيات والأندية والصالونات الأدبية ..الخ ) مرحلة ( النصف الأول من القرن العشرين )
كما أشرت – من باب الغيرية والمحبة – إلى بعض ما يشوب مشهدنا الثقافي المحلي من وهن واعتلال في أيامنا هذه .
أما في مادتي هذه فسأتحدث عن حدث ثقافي وقع خلال هذا الأسبوع :
ألا وهو مهرجان الدكتور وجيه البارودي للشعر والنقد في دورته السادسة لأقول هنا وبكل الحب :
كم يحق لنا نحن أبناء هذه المحافظة أن نباهي بهذا الحدث الكبير ..بهذا النجاح الذي رافق فعاليات المهرجان قاطبة ومن على جميع منابر المراكز الثقافية ( سلمية – مصياف- السقيلبية – محردة -..الخ ) التي احتفت بالشعر وبالنقد وبالجمال ..
مهرجان ضخم مهيب أخال أنه الأكبر من حيث عدد المشاركين إذ شارك فيه أكثر من ستين شاعرا وباحثا على مدار أربعة أيام من مختلف مناطق ومحافظات سورية النور
مهرجان يعكس حيوية وألق القائمين عليه .. نعم أسرة تعمل بعقلية وثقافة العمل الجماعي ( حشد حضور إعلامي ورسمي ) نعم أسرة ثقافة حماة أسرة ثقافية محبة لبعضها لعملها لحضورها لضيوفها ..
أسرة وكأنها تدرّبت ألف عام على آلية تفعيل طاقاتها ومكنوناتها الطافحة ألقا وأدبا وإبداعا
أسرة ثقافة حماة لاشك هي الأنموذج الجميل والحي والذي نأمل من مديريات الثقافة في مختلف محافظاتنا ان تطلع وان تقرا عن نشاطات هذه المحافظة المتنوعة من مختلف الفنون والآداب ولمختلف الأعمار ..
نأمل أن تطلع باقي المديريات المعنية على آلية التعامل مع الضيف المشارك وكيفية احترامها له المنطلقة من احترامها لنفسها لتجربتها لمسؤولياتها لمهنيتها ..
نجاح مهرجان الدكتور وجيه البارودي في دورته هذه يؤسس ويقعّد لمنظومة عمل جديدة بمفردات جديدة ستنعكس على حال باقي المهرجانات المنطلقة كل حين من على منابر ثقافة حماة مثل مهرجان قدري العمر للقصة القصيرة ..مهرجان محمد الماغوط المسرحي ..
إضافة لمهرجانات فنية ومعارض وورشات عمل تليق بثقافة الطفل السوري ..ثقافة التراث المادي واللامادي والدعوة على تأصيله..
كل هذا وذاك يؤكد كما قلنا في غير مادة أن العمل الثقافي مسؤولية كبيرة حساسة يجب أن يعي ذلك كل مشتغل في حقولها
إذا من البداهة أن تفرز ثقافة كهذه نجاحات من هذا المقام .
علينا أن نتدرب طويلا و باقي المنابر ذات الشأن على رسم ملامح مشهد ثقافي يوازي ما تحقق في ثقافة حماة لتكتمل اللوحة التي تليق بحماة ..لوحة الجمال والمحبة والخير …
ختاما أقول : كما أشرنا سابقا إلى مواطن الخلل والوهن في بعض مفاصل مشهدنا الثقافي الحموي فإنه يتوجب علينا بالمقابل أن نشير بالبنان إلى موضع النجاح والنور إذ علينا من هذا المنبر أن نحيّي أسرة ثقافة حماة على نجاحاتها المتكررة والتي تزداد ألقا يوما بعد يوم