وانت تستقبل صباحاتك النديّة الجميلة، بكل هدوء وتامل، تردد برفقة فيروز وقطرات الندى المتدحرجة على وريقات الحبق «أسامينا شو تعبو أهالينا؟ » تسأل بقرارة نفسك كم تعب َ الاهل ودققوا وسألوا ومحّصوا عندما اختاروا اسماء أولادهم؟ خالطتهم الحيرة وجافاهم النوم احياناً وهم يقلّبونها يميناً وشمالأ …«إن لم نسمّه .«….» يزعل الوالد ..وإن لم نسمّها «….» تزعل حماتي ..الأفضل. طرّة ونقش ..؟!» ارتبطت الأسماء قديماً بوقائع طبيعية …إنسانيّة … بشرية…اجتماعية …مهنيّة … فكانوا يسمون حسب الأحداث الجارية ، فمثلاً سموا ثلجة عند سقوط الثلجة الفلانية ، ومطرة عند هطول الامطار الغزيرة سنة كذا. ،وختام آخر بنت بعد عشر بنات …..وهكذا ثمّة أناس كباراً وصغارا، رجالاً ونساء، نلتقي بهم في مختلف مفاصل الحياة، نعرفهم عن قرب، يمتعضون ويتأففون من أسمائهم، يتذمرون ويغضبون لأن أسمائهم تسبب لهم الإزعاج والإحراج بين أقرانهم وفي وسطهم المحيط، لدرجة ربط مستقبلهم وحظهم بهذا الاسم. وأنه مصدر تعاسة وقلق …تعتير وقلّة حظ..؟! يلجأ هذا البعض إلى تغيير اسمه أو كنيته لاعتبارات عديدة مثل هذا الاسم ما «واتاني » وما شفت الخير على وجهه، أو لاعتبارات نفسية عائلية اجتماعية، وكم نجد من صعوبات عند تغيير الاسم حيث غالباً ما يُقرن بالاسم القديم، «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. !!؟» في مجتمعنا ثمة عادات متوارثة تقضي ان يقوم الابناء بتسمية أولادهم البكر على اسم والدهم ، فتتكرر الاسماء وتتشابه إلى درجة كبيرة وغالباً ما تسبب المشاكل! ؟ الامر الآخر والذي لا يقل صعوبة عما سبق توجه الأسر الشابة إلى تسمية أبنائهم وبناتهم بأسماء أجنبيّة، غريبة عن مجتمعنا …غير عربيّة. وخصوصاً عند مدمني المسلسلات الأجنبيّة المدبلجة ،حيث يعجب بالبطلة فيسمي. ابنته علي اسمها كما حدث في مسلسل كاسندرا والذي عُرض في أواسط التسعينيات فاصبحت كاسندرا تطلق على كل شيء! ! أسماء بنات، مطاعم موديلات ألبسة، ستديوهات تصوير، تكاسي، و …؟؟!! أو أسماء يصعب لفظها أوكتابتها ،وهي بلا معنى وأصبح ذلك موضة ليس إلاّ … ومن معاناة الأسماء العربية ما يحتمل ان يكون ذكراً أو أنثى مثل: صباح، نهاد، غدير ،مجد ،حكم، نضال ، تختلط الأمور وتحدث قصصاً عجيبة غريبة ،فيها من الطرافة والمعاناة، وهناك الكثير من القصص والحالات والتي يصعب سردها في هذه الزاوية … لا يوجد إنسان إختار اسمه بنفسه لذلك على الأباء ان. يدققوا ويتأنوا عند تسمية أولادهم ولا يحملوهم وزراً سيبقى معهم طيلة حياتهم. هناك اسماء جميلة شفافة نقيّة كالنسمة، خفيفة كالفراشة تبعث على التفاؤل والأمل وتنشر الطاقة الايجابية…. صحيح انّ «لكلّ إمرىءٍ من إسمه نصيب » وإنّ « خيرالاسماء ما عُبّد وحُمّد » َلكن علينا ان نختار اسماء أبنائنا بما يجعلهم اكثر حبّاً وتفاؤلاً وإقبالاً على حياة هم يريدون ان يحيوها بعيداً عن أي عقد وعادات أصبحت من سمات الماضي …
حبيب الإبراهيم