نبض الناس : لماذا تغض الطرف؟!

 
   تعترف  الجهات  المعنية  بأن كميات  المقنن  العلفي التي  وزعت أو  توزع للثروة  الحيوانية  ـ دواجن  وأغنام  ـ أكبر  بكثير  من التعداد  الفعلي  والحقيقي  للقطعان  والرؤوس  . 
     كما تعترف  بأن  كميات  البذار  والسماد والمازوت المخصصة  للفلاحين  والمشتغلين  بالزراعة  ،  استلم أكبرها  غيرُ مستحقيها   وأن الأراضي  الزراعية  بموجب الحيازات  المسجلة  بالورق  أكبر  من مساحة سورية  !. 
  ففي كل  اجتماع  زراعي أو خدمي  حضرناه  ،  كانت الشكاوى  من انعدام  العدالة  بتوزيع  تلك  المواد  حاضرة ،  وكان المربون الحقيقيون  يشكون من  قلة  المخصصات  لدواجنهم أو مواشيهم  ،  وكان  الفلاحون  الذين يكدون على  مدار  الساعة  بأراضيهم الزراعية  ،  يرفعون الصوت عاليًا مطالبين بعدالة  التوزيع  ،  وبتمكينهم من مخصصاتهم الفعلية من البذار والمازوت والأسمدة  ،  التي يرونها  متوافرة بسوقها  السوداء  !. 
  والسؤال  الذي  نطرحه هنا  :  مادامت  الجهات  المعنية  تعرف  هذه الحقيقة المؤلمة  ،  فلماذا  تسكت عليها  ؟. 
   ومادامت تعرف أن المربي الحقيقي للثروة  الحيوانية  لا يحصل إلاَّ على كمية بسيطة من المقنن العلفي فلماذا لا توفره كاملًا ،  وأن الفلاح الذي يتعب ويشقى بأرضه  ،  لاينال إلاَّ  الجزء اليسير من مخصصاته  ،  فلماذا لا تنصفه  ؟.
  وإذا كانت تعلم أن الإحصاءات المعتمدة بالتوزيع ، هي المستندة  إلى تعداد العام 2010 فلماذا تعتمدها ؟. 
  وإذا كانت تعلم ـ وأظنها تعلم ـ أن بعض المتنفذين والمدعومين  ، هم الذين يحصلون على الكميات الأكبر من الأعلاف والبذار والسماد والمحروقات، رغم أنهم ليسوا فلاحين أو مربين ، أو من ذوي الحيازات  لا الصغيرة  ولا الكبيرة ، فلماذا تغض الطرف عنهم ؟.
            محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار