أستطيع الآن أن أكتب الآن عن الحرب كما أني أستطيع
أن أكتب عن المسلسلات التي تعرض على الفضائيات ومعظمها أقل مما ينتظر المشاهد .
بعكس من يقول لا أستطيع أن أكتب عن الحرب لأنها أكبر من رواية وقصة وقصيدة في حين نراه يفتح الفنجان ويقرأ طالع ضيوفه او يمسك كف عابرة/عابر مساء وينبئها /ينبئه عن مستقبلها/ه وأكثر ما يثير دهشتي الهروب إلى تناول قضايا /أكل عليها الزمان وشرب/ كالحديث عن ليلة الدخلة
للخاطرة البكر .
أستطيع الآن أن أبحث عن عمل إضافي يجعلني من أصحاب رؤوس الأموال كأن أشارك في مسابقة سؤال وجواب على إحدى المحطات الفضائية ولا أتعب نفسي وأزرع شجرة تين ينخرها الدود ، أو حاكورة بطاطا يأكلها /الخلد الأعمى/.
أستطيع الآن أن أذهب إلى البحر ولا أعود عطشى بل سأملأ جيوبي بالسمك وأوزعه على الجيران كما يفعل/ لا أحد / لأنه يقول الحاجة فاقت قدرتي لهذا اعتمدت أسلوب توزيع الحكي المجاني في الاجتماعات التي أدعى لها كوني من وجهاء الشارع العريض .
أستطيع الآن أن أرفع دعوى ضد التلاص الذي يحدث بين يدي اليمنى واليسرى بحجة التعاون والبحث في صفحات عمليات التجميل عمن يجمل لسانه ويهذبه ، وحين تغلق العيادة يعود اللسان كسابق عمله كما يقول المثل/الجاجة قطعوا منقارها ما غيرت كارها/
أستطيع الآن أن أتساءل وأجيب عن السر القائم بين مجلة الحائط والحائط كلاهما يسند الآخر وكلاهما يبحث عن مكان يليق بصورته التي التقطها في مهرجان سوق تفضلي يا ست.
ولأني عاجزة عن تجديد إقامتي بينكم كوني لم أعد أملك نقطة ماء قابلة للشرب دون غصة .
أستطيع الآن أن أقدم استقالتي .
نصرة ابراهيم