مُني مزارعو القمح بخيبة أمل حقيقية هذا الموسم ،حيث علقوا آمالا كبيرةعلى مواسمهم بناء على التطمينات الحكومية والدعم اللامحدود للقطاع الزراعي وخصوصا القمح التي طارت في مهب الريح على ارض الواقع فالأسعار لم تكن مرضية بل مجحفة جدا بحق الفلاحين ،وهي منخفضة جدا مقارنة مع اي محصول آخر ،فالفلاح يعرف مصلحته جيدا اكثر من الخبراء الزراعيين والمحللين الإقليميين ،ويعرف الجدوى الاقتصادية لاي محصول يرغب بزراعته ،وبات محصول القمح في آخر سلم الاولويات لديه ،بل خرج من قائمة المحاصيل التي يرغب الفلاح في زراعتها الموسم القادم انطلاقا من المعطيات الحالية.
شيء محزن حقا ان يقترب سعر التبن من سعر القمح ، او أن يكون سعر الشعير أعلى من سعره أيضا.
فتكاليف الانتاج للقمح باتت مرهقة للفلاحين فالأسمدة ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة واجورالفلاحة مرتفعة جدا والمازوت بالحيلة والفتيلة وإن وجد فهو مرتفع جدا وأسعار كغ القمح في أغلب الاحيان لم تتجاوز ٨٥٠ ليرة والحصاد مرتفع جدا وغير ذلك الكثير ،المهم ان كلام وقرارات المسؤولين لم تشفع للفلاحين ولم تدفع عنهم الخسائرالفادحة،فكميات الانتاج منخفضة،واجور الحصاد ضعف ما حددته الجهات المعنية،وأجورالنقل أكثر بضعفين اوثلاثة لياتي سعرالقمح أقل بمئة ليرة ايضا عن التسعير التي حددتها الحكومة ، والمازوت أقل من الحاجة والسماد كذلك ،لذلك بعد كل هذه المعوقات من سيقدم على زراعته في الموسم القادم فمن يأكل العصي ليس كمن يعدها،وإذا لم يتم حل جميع هذه المعضلات فورا فإننا أما انخفاض كبير في المساحات المزروعة بالقمح في الموسم القادم لصالح زراعات اخرى ذات مردود مقبول للفلاحين.
هذا الحديث قد لايروق للبعض ،ولكنه من صميم الواقع ومن يرغب فليخرج للحقول ويسأل اصحاب العلاقة لان الكلام النظري من خلف المكاتب المكيفة ومن وراء النظارات السوداء لم يعد ينفع .
فيصل يونس المحمد