نبض الناس : وكأنك.. ما غزيت !

 
   يكثر الحديث في هذه الأيام  ،  عن  العدالة المجتمعية بتوزيع الدعم لمستحقيه الفعليين  ،  وعن  رفع أسعار بعض السلع  ،  لتغطية العجز الحكومي بالإنفاق على ذلك الدعم ، وتأمين مصدر لتمويل أي زيادة محتملة لرواتب العاملين بالدولة والمتقاعدين  . 
   حسنًا  ،  نحن كصحافة  والمواطنون مع أي قرار أو إجراء حكومي ، يحقق  العدالة بتوزيع الدعم  لعموم المواطنين  ،  إذ  ليس من المعقول أن يتساوى بهذا الدعم  ،  الموظف ذو الدخل المحدود والمقدَّر مابين 40 ـ 80 ألف ليرة بحسب فئته الوظيفية  ،  واصحاب فعاليات صناعية او زراعية او تجارية  او مهن حرة يترواح دخلها بين  1 و  10 مليون ليرة باليوم وليس بالشهر  !!. 
  وليس من المنطقي ولا الطبيعي  ،  أن يشبع الموظف يومًا واحدًا بالشهر فقط  ،  ويجوع هو وأسرته بقية أيام الشهر كله ، فيما لا يعرف الآخرون الجوع  ،  ولم  يشعروا به قَطّ !. 
  ونحن والمواطنون المُعتَّرون  ،  مع  تصحيح  هذه التشوهات في  الاقتصاد  المجتمعي  ،  وهذه  الاختناقات  في الدعم  ، إذا  كانت  فعلًا  تحقق  العدالة  ،  وتنقذ الفئة  المجتمعية المسحوقة بالغلاء الفاحش  وضعف الإمكانات المادية  ،  وتنتشل الموظف من  تحت خط الفقر  ،  وترفعه إلى  درجة العيش الكريم . 
  وباعتقادنا  ، أي قرار أو إجراء من هذا النوع ، ينبغي أن يسبقه تجفيف منابع الفساد بكل أشكاله وأنواعه  ، والقضاء على مرتكبيه وخصوصًا الذين نهبوا  ـ وينهبون ـ مقدرات البلاد والعباد  ، واغتنوا من سرقة ثروات الوطن ولقمة المواطن .
   وإلَّا ستبقى الفجوة بين الدخل الشهري للموظف والأسعار  الراهنة  كبيرة   ،  ومن الصعب  جسرها  أو  تخطيها   ،  وستظل الفئة المجتمعية العاملة بالدولة تعاني   ، وسيبقى التفاوت بالدعم وتوزيعه قائمًا .
            محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار