بعد تحديد أجور نقل الركاب بين حماة ومدن المحافظة وبالعكس ، فكل أجرة زائدة يتقاضاها أي سائق سرفيس من الركاب ، هي مخالفة للمرسوم رقم 8 للعام 2021 ، تستوجب العقوبة وهي غرامة مالية قدرها 300 ألف ليرة ، والسجن لمدة 6 أشهر .
ولكن القانون اشترط تقديم المواطن شكوى خطية ، لاعتمادها كوثيقة في مخالفة السائقين المخالفين ، ولتعزيز ثقافة الشكوى ، التي هي ليست بالمستوى المطلوب مجتمعيًا .
إذ تكاد تكون معدومة لاعتبارات اجتماعية ، حيث يمتنع المواطنون الذين يتعرضون للغش أو الابتزاز عن الشكوى ، رأفةً بالمخالفين الذين يغشونهم ويستغلونهم أبشع استغلال ، مبررين ذلك بأن الشكوى “حرام” وأن المخالف “خطي” !!.
بينما ينتقدون ” التموين ” على الطالعة والنازلة ، ويتهمونها بالتقصير إذا لم تخالف المخالفين !.
وباعتقادنا ، ينبغي للمواطن عدم السكوت على الغش والابتزاز ، من أي بائع أو سائق ، وعدم الخجل من الشكوى عليه أو الرأفة به ، فكيف نخجل كمواطنين ممن يغشنا ويبتزنا نهارًا جهارًا ، كما يقال بالمأثور الشعبي ، وكيف نسكت على من لايخجل عندما يغشنا ، ولا يرأف بنا عندما يستغلنا ؟!.
فإن السكوت على المخالفات يشجع المخالفين على التمادي فيها ، والرأفة بهم تجعلهم يستمرون باستغلالنا.
ولهذا نرى من الضرورة ، التخلي عن العواطف في هذا الشأن ، والاحتكام للعقل والقانون ، بدلًا من التذمر والسخط.
فليضع كلٌّ منا عندما يتعرض للغش، التموين أمام مسؤولياتها ، بتقديم شكوى خطية ، ليأخذ القانون مجراه ، وليرعوي المخالفون عمومًا والسائقون خصوصًا.
محمد أحمد خبازي