على ضفاف العاصي : //// الله وعـــيــونـك ///

 
جـدي يعـرفُ الله ولـونَ عيني جـدتي رغـم بـُعـد الطريق بينهما هو في الأرجـنتين وهي علي سطح الصيف تجـرشُ الـبرغـل وتفـرشُه تاركة زاويةً  خصصتها للطيـور المهاجرة تـنزلُ في استراحة ثم يعاود الغيم السفر بها إلى حيث تأخذها توقعاتُ الطقس  العالمية  حتى دودة القز تعرف الله وعيونك . 
هاجت الجموع  ماجت تعالت الأقدام وعادت تهـزّ الأرضَ وتكسرَ الصمتَ الذي خيم سبع ليال وسبع وفيات وسبع أكاذيـب تأليف وإخراج وتدقيق جـوز الهـند عن القـرود الـسـود وأصلها وفصلها . 
 فاحـت رائحة الأغنية  حتى بتّ أرددها في كل الساعات والمواقف. 
 وانا أركض وراء السرفـيس  لأحشر جسدي الضئيلَ بجوار الركاب أربعات خمسات وأنا أطبخ معكرونة المعونات  التي لا أحبها لكني أمارس الطبخ للتعبير عن سخطي ورفضي للجلسات العائلية الفارغة بسبب قلة التواصل والانشغال بمعدة الحياة ،  وٲنـا أغـلي النعناع للحمامة التي لا تكف عن الحمحمة حول رأسي  وأنا ألغي من ذاكرتي مشاهداً  كان ستحدث فحمدت وشكرت الله أنها لم تحدث وعيونك التي عَـــجَّـــزَتْ  قلبي ولم يعـرف لونها الذي يتبدل بتبدل الفصول من فصل الغياب إلى فصل الحضور إلى فصل اللامبالاة إلى فصل الدربكة والـعود ولا ننسى فصل /وقفني حاجز دركي وقلي شو الاسم البركة/ فسميت نفسي باسم مستعار يُـجلب الراحة النفسية والحظ السعيد ويبعد البق والذباب  . 
  لكن الأغنية  حلــوة حلوة متل شهر آب تحرق دهون الروتين والبعد عن الجلسات الرسمية التي لا تجدي سوى صف الكلام المستخرج من قاموس لا يمتُّ إلى الواقع بصلة ولا ينفع العبد بقشرة بطيخ مجرد جلسات تتشدق بها الأفواه وتطول الألسن وتَعرُض وتلتوي وتمتد وتقصر ويسيل اللعاب ثــم تتراجع وتنكفئ عـن استعراض عضلاتها المنفوخة كالبالون   . 
وكلما نسيتها عادت تهزُّ أكتافها وتدق الطبل ويبدأ الهـرج والمرج وتقشير الأمل.  
وعيونك :العين  التي كنا نرسمها في درس العلوم لكن لم نُــشَـرّح مرة عين ولا حتى عين حمار 
فكان الـدرسُ نظرياً لــذا أهملت  العلوم وغادرتها بلا رجعة فلا يكتمل النظري من دون العملي. 
كما فعلت مؤخــراً وتــــركــت لــعــبة الـــشطــرنج التي أدمنتها لســنوات كذلك تــركت كل اجتماعات الحارة ولم أعــد أذهــب إليها مشياُ عــلــى ســكة الأحلام. 
اكتفيت بــقــراءة ملخصات محضر الـجلسة الذي يصلني قــبل كــتابته المحضر الذي تعلو نبرته كلما علا صوت الأغنية  الله وعـيونك. 
ترددت كثيرا قــبــل أن أُمشّط الــحد الأدنى و الأعلى للخوذ البلاستيكية التي لا تقي الرؤوسَ من حجارة المتفرجين  فأحصيت العدد التقريبي للقاءات  بين الكمنجة والجيتار والمحصلة النهائية لتلك السهرات 
وقمت بنشرها في الآذان  ونشر عرضها ووزنها  
فجاءني الــرد عـبر ٲثـيـر اليوتيوب  الله وعيونــك .  
نصره ابراهيم
المزيد...
آخر الأخبار