نبض الناس : الخطة ب !

 
  الخطة  البديلة  ،  تكاد  تكون  معدومة  من  حياتنا   ،  بل  هي  معدومة  فعلًا  ،  وإلَّا لكانت  حياتنا التي نعيشها في هذه الأيام أفضل  بكثير  ،  ولكانت  ظروفنا المعيشية  والحياتية  القاسية والصعبة التي  “نرفلُ”  بها منذ  سنوات  وحتى اليوم،  أقل  وطأة !. 
  فمنذ عقود طويلة ونحن نعاني من أزمة كهرباء  ، ولم تبتكر كل الحكومات السابقة ولتاريخه ، خطة بديلة للتغلب على الواقع المؤسف لمحطات التوليد  ، وللقضاء على معاناتنا من التقنين البغيض  ، ولإيصال الكهرباء للمواطنين.
  وما يطرح اليوم من مشاريع طاقة بديلة شمسية أو ريحية  ، كان يجب أن يكون منفذًا منذ عقود  ، وواقعًا حيًّا منذ ما  قبل الحرب ، وليس “هوشة عرب”.
  وما يقال عن الكهرباء  ، يمكننا قوله بكل ثقة  عن مياه الشرب  ، فالأزمات التي نعيشها بمدننا وأريافنا ليست وليدة اليوم أيضًا، وسنويًا تنفق الدولة على مشاريع مياه وحفر آبار بمختلف مناطق المحافظة  ، مليارات الليرات بالعملة الوطنية وبالقطع الأجنبي  ،  ولكن المياه لاتصل للمواطنين سوى بالقطارة  ، وفي بعض المناطق لاتصل أبدًا  !.
  وفي أزمة الخبز الراهنة التي زادت حياتنا شقاءً  ، لم تفكر الحكومات السابقة بخطة بديلة لزراعة القمح لتحقيق الأمن الغذائي في هذه الظروف  ،” ورغيف الخبز أساس ذاك الأمن وأسه ”  ، وكل ماشهدناه بالفترة الأخيرة عن الحملة الضخمة لزراعة كل شبر من أراضينا بالقمح  ، لم تكن سوى ” هوشة عرب” أيضًا  !.
  فزراعة كل شبر بالقمح ـ أو بأي محصول استراتيجي ـ  لا تتم بالخطب الطنانة الرنانة  ، وإنما بتوفير مستلزماتها الأساسية  ، وبدعم الفلاح دعمًا حقيقيًّا  ، وبالالتزام بالوعود التي نصدع رؤوس الفلاحين بتكرارها على مسامعهم  ،  بكل مناسبة أو اجتماع أو مهرجان خطابي  !.
  إن غياب التفكير العلمي والمنهجي  ، وابتكار الخطط البديلة لكل شيء في حياتنا  ، أفقدنا نعمة الحياة الجميلة  ، وزاد في بؤسنا وشقائنا.
  وخير دليل  ، هذا “النعيم” الذي نعيشه  !.
             محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار