أعاني حاليا من أزمة صحية أتمنى أن تكون عابرة ، و مع كل الإرهاصات المزعجة من تلك الأزمة ، أتوجع أكثر من الجنون القائم فعلا بما يخص القطاع الصحي ، فلا يوجد أي تفصيل يساند المريض في كل حالاته ، و أصبح العديد من العاملين في المجال الصحي ، تجارا صلفين لا يعملون بأي عرف درج على الهوين و اللين ، بداية بأسعار الأدوية التي باتت عبر معقولة أو مقبولة نهائيا ، يضاف إليها طمع معظم الصيادلة الذي لا حد له ، فعلا سبيل المثال فحسب ، يوجد نوع من مسكن الآلام ، لا يتجاوز سعر الحقنة الواحدة منه الألف ليرة سورية ، لكن بعض الصيادلة يبيعوها حاليا بتسعة آلاف ليرة سورية ، كتجارة رابحة بآلام المرضى و حاجاتهم و عجزهم ، و أيضا على سبيل المثال ، علبة دواء كان سعرها ستمائة ليرة سورية ، بات السعر الجديد ألفان و ثمانمائة ليرة سورية ، مع شكوى الصيدلي المحترم بأن سعرها قليل و غير مناسب و يحاول بيعها بثلاثة آلاف ليرة ، هذا بالإضافة لكشوفات الأطباء التي لا تستند للمعقول بقيد أنملة ، بعد أن بلغ متوسطها عشرة آلاف ليرة ، بالتأكيد بعيدا عن أي تصريح أو تدخل لنقابة الأطباء الغائبة تماما ، و لا ننسى الصور الشعاعية و التحاليل الطبية ، التي أنفلت فيها الحبل على الغارب و سجلت تكاليفها أرقاما غريبة بعيدة عن الواقع ، كل ذلك الجنون يتلقاه المريض فوق ازعاجاته الجسدية و النفسية كافة ، بالإضافة لانحسار ذات اليد العام ، حتى بات ذاك المريض لا يشبه إلا فريسة ضعيفة ، تنقض عليه و بوحشية كل حيثيات القطاع الصحي الذي وجب أن يكون ( أخلاقيا ) و عنوانا للعون والتعاون ، لكن و للأسف الواقع عكس ذلك تماما .
شريف اليازجي