حديث الناس اليوم !

 

أكثر ما يدور حديث الناس اليوم ، عن إلغاء توطين الخبز عبر البطاقة الالكترونية ، أو زيادة مخصصاتهم منه على أقل تقدير لتكفيهم ، وتصل إليهم ناضجة وصالحة للاستهلاك البشري ، من دون أي مشقة وبالسعر الرسمي ، وخصوصاً بعد التجاذبات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، على خلفية قرار وزير التجارة الداخلية الجديد بإلغاء توطين الخبز وسحبه !.

وفي الحقيقة ، لاتعني المواطن هذه التجاذبات أو غيرها ، بل كل ما يعنيه الحصول على كفايته من خبزه بأي طريقة كانت ، وبالبطاقة أو غيرها، ومن المعتمدين أو من المخابز ، أو من أكشاك السورية للمخابز أو صالات السورية للتجارة.

ولعله من الضروري ، أن تعيد الوزارة النظر بالآلية الجديدة التي اعتمدتها لتوزيع الخبز منذ بداية الشهر الجاري في حماة وطرطوس واللاذقية ، من حيث الشوائب التي شابتها، ولم تؤدِّ الغاية المنشودة منها ، ولا الهدف المرتجى !.

ومن ذلك ، أن الخبز المنتج بالمخابز العامة والخاصة، يصل معظمه للمواطن غير صالح للاستهلاك ، بسبب تكديسه وطرق نقله للمعتمدين ، فيستلمه على مضض ومكرهًا كيلا يجوع وأفراد أسرته ، أو يمتنع عن استلامه !.

فمنذ أيام ليست طويلة ، رد أحد المعتمدين نحو 1000 ربطة لمخبز في مدينة سلمية ، لرفض المواطنين استلامها لأنها لاتؤكل ، فبيعت علفًا للحيوانات !.
وفي المقابل كان عدة معتمدين يشكون من نقص الكميات المسلمة لهم ، وكذلك حال المواطنين أيضًا !.
وبالطبع ، ماذكرناه أنموذج مصغر من نماذج كثيرة، تحدث يوميًا في عموم مناطق المحافظة ، وتضج بها الصفحات الزرقاء ، ولكن لاتعيرها الجهات المعنية أدنى اهتمام !.

فالمهم بالنسبة لها توزيع الخبز بالبطاقة الالكترونية، حتى لو كان سيئ الصنع، ولايؤكل، ولاينتمي لعالم الخبز إلَّا بالاسم فقط !.
فيما الأهم بالنسبة للمواطن ، أن يحصل على رغيف ناضج وسليم ـ كما وعده المسؤولون ـ بأي بطاقة ، حتى لو كانت البطاقة الحمراء أو الصفراء ، كتلك التي يستخدمها حكام كرة القدم بالملاعب لإنذار اللاعبين أو طردهم !.
بل إنهم يقبلون استلام خبزهم بأي بطاقة وبأي طريقة، شريطة أن تحفظ كرامتهم ، وأن يكون خبزهم خبزًا حقيقيًّا.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار