تطمئننا مجالس المدن والبلدان والبلديات ، بأن الصراصير الصغيرة التي تغزونا في عقر دورنا ، غزواً عرمرماً ليست ضارة وغير مؤذية ، ما يعني أن لاخوفَ منها ، فدعوها تسرح وتمرح في بيوتكم ، ريثما تنتهي دورة حياتها التي تستمر عادةً عشرين يوماً !. وباعتقادنا هذا التبرير الأقبح من ذنب ، مؤذٍ أكثر من أذى منظر الصراصير ذاتها ، التي تجد مسرباً إلى بيوتنا و تدخلها عنوةً مهما أوصدناها وسددنا منافذها حتى لوكانت بحجم خرم إبرة . فهو تعبيرٌ عن تقصيرها بمكافحة هذه الحشرة البشعة ، ذات الأحجام الشعرية والميكروية والصغيرة ، والتي تنساب على أجساد المواطنين صغاراً وكباراً وتتسلل إلى الآذان والأنوف والعيون مسببة حساسيةً مفرطةً والتهاباتٍ مزمنةً . وقد بات تحمُّلُ أسراب تلك الحشرات لا يُطاقُ ، فهي من الكثافة ما يجعلك عاجزاً عن فتح أي نافذة حتى لو كانت محميةً بشريط غربول ناعمٍ ، إذ ستنفذُ منها الحشرات الشعرية وتغزوك هي الأخرى غزواً شنيعاً. وما يزيد في الطنبور نغماً ، هو التقنين الكهربائي الطويل الذي فرضه احتراق محطة تحويل حماة الثانية يوم أمس الجمعة ، الذي يمنعك من تشغيل المروحة إذا ما أرغمتك الصراصيرُ على إحكام إغلاق إي ثقب في بيتك !. وبالطبع لا تجديكَ نفعاً مطاردةُ تلك الحشرات في بيتك للقضاء عليها بأي مبيد تستخدمه أو بالأدوات الشعبية المشهورة كـ / الشحاحيط / مثلاً ، ولن تجديكَ أي وسيلة دفاعية ، فما تحاربه و تتصدى له يفوقك عدداً ، ومهما تخلّصتَ من عدده وعديده يداهمك فيلق آخر !. ولهذا يجب على مجالس المدن والبلدان والبلديات ، تنفيذ حملات مكثفة ومتكررة وخصوصاً بالليل ، للقضاء على تلك الحشرات ، فهي تملك من الوسائل و المستلزمات ما لا يملكه المواطنون .
محمد أحمد خبازي