غير مرة أكد السيد الرئيس بشار الأسد ، أهمية الإعلام في الحياة العامة للبلاد ، ودوره الكبير في تشكيل الوعي الجمعي ، حول القضايا الوطنية الكبرى ، وفي نقل خطط الحكومة وبرامجها الخدمية للمواطنين ، ومدها جسور التواصل معهم من خلاله.
كما أكد سيادته غير مرة ، ضرورة انتهاج الحكومة الشفافية في التعاطي مع الإعلام ، وتبيان الحقيقة للمواطنين، ليعذروها إن قصرت بتخديمهم إن كان التقصير ليس بإرادتها ، وليقفوا إلى جانبها إن كانت التحديات أكبر من قدرتها على مواجهتها.
فالإعلام برؤية السيد الرئيس بشار الأسد ، إعلام وطن ، لا إعلام حكومة ، إعلام الناس لاإعلام المسؤولين ، ومن هذه الرؤية ، ومن هذا الفهم المعاصر للإعلام ، شدد سيادته في كلمته الأخيرة للحكومة ، على ضرورة التعاطي معه على هذا الأساس ، ليكون جسرًا للتواصل بين الحكومة ومواطنيها ، وذلك بتوفير المعلومة له ، وبمنتهى المصداقية والشفافية.
ومن كلمة سيادته نقتبس : ” النقطة الثانية هي دور الإعلام في أن يكون جسراً بين المواطن والمسؤول، وقلنا هذه الكلمة بشكل متكرر في مناسبات مختلفة، ولكن إن لم يدخل الإعلام بطرح الحلول فلن يجد لنفسه موقعاً بين المواطنين، وبالنسبة لنا كمسؤولين نحن أكثر من يستفيد من أي جهة تطرح علينا حلولاً لكي نتبناها، ونختصر الزمن ونختصر الجهد على أنفسنا وعلى الآخرين، ولا يمكن للإعلام أن ينجح إن لم تتوافر لديه المعلومة، والمعلومة موجودة لدى باقي الوزارات والمؤسسات بشكل أساسي ، فإن لم تتعاونوا مع الإعلام لا يمكن أن ينجح ، وبالتالي نجاح الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه ، وفشل الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه، فأتمنى أن تكون هناك استجابة لكل متطلبات الإعلام بالمعلومة ، بالتصريح ، بالبيان ، من غير الممكن أو من غير الكافي أن نقوم بعمل وألَّا نشرح عن العمل ، بالنسبة للناس هو غير ملموس ، ويصبح ملموساً عندما يترافق الواقع مع الحديث ومع الشرح ، أتمنى أن نعطي هذه النقطة أهمية كبيرة جداً وليس خبر الزيارة ولا النشاطات ولا الاستقبالات ، لا تعني المواطن ، لا أحد يهتم من نستقبل ومن لم نستقبل ، هو يهتم بالقرار وبالنتائج ، هذا ما يهم المواطن، علينا ألَّا نطلق التزامات غير قابلة للتطبيق وغير واقعية ، وعندما نأخذ قراراً يجب أن نلتزم بموعد زمني لأن هذا يعطينا مصداقية ويرسخ الثقة بالمؤسسات لدى المواطنين “.
وما نأمله ، أن يكون المسؤولون بمختلف درجاتهم ، قد فهموا مغزى هذا الكلام التوجيهي بدقة ، وأن يتخذوه منهج عمل في حياتهم اليومية ، ويعزِّزوه بالممارسة الفعَّالة ، لينجح الإعلام بأداء رسالته ومهمته ، ولينجحوا هم بعملهم وبكسب ثقة المواطن ، الذي هو أساس وغاية كل عمل وطني.
نأمل تسهيل عمل الصحفي ، وعدم حجب المعلومات عنه ، وعدم التهرب من الإدلاء بأي تصريح يهم الناس له.
فبعد هذه الكلمة التوجيهية ، ليس لأي مسؤول عذر ، وغير مقبول منه على الإطلاق ، التذرع بتعليمات وزارية أو من إدارته العامة ، للامتناع عن التعامل مع الإعلام !.
محمد أحمد خبازي