سندخل بالموضوع مباشرة ، اشتريت وصفة دوائية بلغت قيمتها ثمانية و ستون ألف ليرة سورية ، لأن علبة دواء مسجل عليها السعر الجديد ألف ليرة ، لكن سعر مبيعها سبعة آلاف و خمسمائة ليرة ، و غيرها تحمل سعر ثلاثة آلاف و مئة ليرة ، لكني دفعت ثمنها ستة آلاف ليرة ، مع إشارة من الصديق الصيدلي المحترم بأنها بعد فترة وجيزة سيكون ثمنها ستة عشر ألف ليرة ، و من ناحية أخرى لا تقل خطورة عن ما ذكرنا ، بعض الأدوية مفقودة قصدا و عمدا ، فيضطر المريض لشراء الدواء الأجنبي ، او لسبب عدم فعالية الدواء المحلي ، هنا تجد أسعارا لا يقبلها عقل و لا منطق ، فمثلا نوع من الدواء سعره ألفان و ستمائة ليرة ، لكن ما يقابله من الدواء الأجنبي سعر العلبة الواحدة ثلاثون ألف ليرة لا غير ، و الحبل على الجرار ، هنا ببساطة و هدوء نسأل : ما هذا ؟ مع أننا نعرف بقرارة أنفسنا بأنه نوع من التلاعب اللاأخلاقي بقوت المواطن اليومي و بحياته كاملة ، و نعرف أيضا بأن أذن من يجب أن يسمع و يحد من التلاعب ، مغلقة من خلال المشاركة في الفاجعة الدوائية التي تمزقنا جميعا و تستفيد منها طبقة محددة من حولنا ، هنا و مرة ثانية نسأل : ماذا يفعل المحتاج لدواء و لا يمكنه الشراء ؟ ماذا يفعل من لديه أب مريض أو أم كذلك أو طفل عليل و يحتاجون لدواء دائم و ارتفعت الأسعار بجنون ، و غابت الأدوية عن السوق ؟ ماذا يفعل من لا يستطيع رد أوجاع الموت بحبة دواء ؟
شريف اليازجي