التخاطر هو تواصل بين عقلين لشخصين تفصل بينهما مسافة بعيدة دون استخدام أي من الحواس . لا يحتاج التخاطر إلى تدريب يحدث دون قرار مسبق دون الجلوس على كرسي مستقيم ،والتركيز على العين الثالثة . كأن أشعر بالكارثة التي ستهز كيان عمرك قبل وقوعها ، وأنا على مفترق الوقت أقود الريح كما تشتهي السفينة . كأن أشعر بنافذة العيد مفتوحة على امتداد بسمة الناس ، وهي مغلقة بإحكام وبعد قليل يكسر زجاج النافذة بحجر حب الحياة . هل حدث وتخيلت نفسك في حفرة عميقة لا تستطيع أن تتنفس ؟وكلما حاولت الصعود تأتيك عصا على رأسك الذي كان يفكر ،ويحتال على الظروف التي رمتك فتقع من جديد تغوص قدميك في الوحل ،ويتوقف عقلك عن العمل .إن حدث وتخيلت هذا وبعد قليل سقطت كونك صادق البصر فهذا هو التخاطر بينك وبين قارئة الفنجان . هل حدث وباضت دجاجة في حاكورة الصباح المجاورة لسرير أحلامك ؟وفجأة صحوت فوجدت في صندوق البريد الوارد رسالة حب . لكن الأمر المحير لماذا تصيح الدجاجة ويسمع بخبر بيضتها الغادي والصادي في حين لا احد يسمع صوتها وهي تبحش في كومة القمح على بيدر الجيران. هل حدث وذهبت إلى السوق بقصد شراء ملابس جديدة لك لأطفالك وكوتك الأسعار بسيخ نار الأسعار الصاعدة على مدار الدقيقة كأن يدا خفية تحت الطاولة تلعب بك فتصاب بالهيستريا وبعد قليل تحدث نفسك كالمجنون الذي لا يميز بين الكرز والمشمس فتعود من التسوق إلى التسول . شغل عقلك ،وطاقتك الروحية اجلس على كرسي مستقيم، أغمض عينيك، تخاطر مع من تحب ،تخيل كل ما تتمنى من أنه تحقق ،لا تنس أن الأزمة عالمية هكذا تقول مذيعة النشرة الاقتصادية، فاصمت ،ونقي أفكارك من دبابير الشكوى لأنك تغني في الطاحون ومن كثافة الغبار حتى ملامح وجهك تتغير تكبر ألف تعب وتصغر ألف أمل .