نبض الناس : هموم العام الدراسي !

 
  تستطيع  الأسرة الامتناع  عن  تحضير  المؤونة  الشتوية  ــ   وهي  قد امتنعت  فعلًا  بعد  خسائرها  الفادحة السابقة بسبب الشح الكهربائي  ،  وحتى لا تكرر  رمي  موادها  الغذائية بحاويات  القمامة  ــ   ولكنها  لا تستطيع  الامتناع  عن  شراء المستلزمات  المدرسية لأبنائها  التلاميذ والطلاب ،  ولو  بالحدود  الدنيا  ،  ومن أنواع ليست  ذات جودة عالية بالضرورة !. 
فالتلميذ أو  الطالب بأي  مرحلة  تعليمية  كان  ،  هو  بحاجة  إلى  دفاتر وأقلام وحقيبة وألبسة وغيرها من مستلزمات  العام  الدراسي  ،  وهذه كلها ـ وإن كانت بالحدود الدنيا وليست فاخرة  ـ تحتاج إلى سيولة مالية  ،  وللأسف هي غير متوافرة  بين أيدي الأغلبية العظمى من الناس ،  وهو  ما يعني أن أزمة نقدية أخرى تعيشها تلك الأسر غير القادرة على تأمينها لأبنائها. 
  وممَّا يُؤسَفُ له ،  أن العام الدراسي  بات مصدر نكبة وشقاء للأسرة  ،  ومن الهموم المتجددة التي تصيبها عامًا  بعد آخر  ،  بسهام الغلاء الفاحش وضعف  القدرة الشرائية  ،  في الوقت الذي ينبغي أن يكون فرصة للفرح  ،  لالتحاق الأبناء بمراكز العلم والمعرفة ،  بهدف التحصيل العلمي وتحقيق طموحاتهم ورغباتهم بالفاعلية المجتمعية ، وأحلام ذويهم المستقبلية الجميلة. 
  قد يقول قائل : ربما تسهم منحة 50 ألف ليرة بتخفيف الأعباء المدرسية عن الأسرة ، ولربما معارض السورية للتجارة التي تفتتحها في بداية كل عام دراسي ، تعين الأهل على تأمين حاجة أبنائهم من القرطاسية والألبسة.
  ونحن نقول : قد يكون ذلك صحيحًا  ،  لا بل هو  صحيح  تمامًا  ،  ولكن الأسعار الراهنة بأسواقنا ،  لاتطفئ نيرانها منحة لمرة واحدة مهما تكن قيمتها ، ولايُبرِّدُها معرض بأقساط ميسرة !.
   محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار