حبيب الإبراهيم
هو العناق ُ الأبدي الذي لا يدعكَ تغادرُ المكان إلا وانت في منتهى البهجة والسعادة، عناقُ الغيمِ للطبيعة ،عناق ُ الارض للمطر، بكل ما فيها من بشر ٍ وشجر ٍ وحجر …
في الطريق إليها تندهش لجمالية ما حولك من اشجار ٍ كثيفة،تتداخل مع الأبنية بأسقفها القرميدية،
زميلنا وصديقنا العزيز الاستاذ حسن كان في استقبالنا في ساحة الصلنفة، البلدة الجميلة ،البديعة،البهيّة باشجارها وشوارعها وساحاتها وابنيتها الفخمة.
في شوارع البلدة كانت أشجار «العزر »النادرة هي الاكثر حضوراً وجمالاً ،تتداخل فيما بينها،تتشابك اغصانها كضفائر عاشقة، وللحفاظ على هذا النوع النادر من الأشجار، يحظّر قطعها او تقليمها.. تحملُ كلّ شجرة لوحة معدنية فيها معلومات عن العام ورقم وعمر الشجرة و..
. خلال الجولة كان لا بد من التوقف في شارع العشاق وهو اسمٌ على مسمّى،كتابات ورسومات جميلة على الجدران، هنا يلتقي العشاق يرسمون مستقبلهم، امانيهم، أحلامهم ..
نسيرُ إلى القمم العالية في الصلنفة ،طرقات معبّدة بشكل ٍ جيد، الهواء البارد المنعش يداعب الاجفان …
اطلنا المكوث ونحن نمعنُ النظر في هذا الجمال البهي ….سهل الغاب يبدو كلوحة رُسمت بانامل فنان ٍمُبدع ، بلدة ُجورين المحاذية للسلسلة الجبلية تحكي مع إشراقة كل صباح قصص البطولة والصمود ….
من الصّلنفة إلى «باب جنة » طرقات جُدّ صعبة، مُنعطفات ومنحدرات قاسية والصعود يتزايد حتى خلنا نفسنا اننا نطيرُ على جناحِ غيمة …؟!
هذه« باب جنة»، هي جنّة حقيقية، اشجار الكرز وقد بدا اصحابها بقطافها وتوضيبها وارسالها إلى المدينة، غِمار ذهبية من القمح ترتمي على جانبي الطريق، ينابيع تتدحرج مياهها في سواقي صغيرة، حياة بسيطة عامرة بالنبل والطيبة والبساطة.
احاديثٌ وديّة،نقاشات شيّقة… ونحن نرتشف القهوة في ضيافة الاستاذ حسن ،الذي غمرنا بلطفه وطيبته وكرم أخلاقه ….
قريباً من محمية الشوح حيث كثافة الاشجار ،كانت محطتنا المطولة ،مرّ الوقت ُ مسرعاً على دندنات العود ، حيث أجمل واعذب الالحان ،من الأغاني الفلكلورية والتراثية والشعبية، هنا تلاقت الحناجر، اللهجات السوريّة المحبّبة من معظم المحافظات في لوحة جميلة عفوية، تشكّل الوجه الحقيقي لأبناء سورية، سورية النور والضياء، سورية الشمس، سورية المحبة والسلام .