أرقام وزارة الصحة المعلنة بمنصتها الالكترونية ، تفيد بتنامي انتشار “المتحور دلتا” في عموم البلاد ، وازدياد عدد الإصابات في محافظتنا.
وأما الأرقام غير المعلنة فهي أكبر بكثير ، كون معظم المصابين مؤخرًا فضَّلوا المعالجة بالبيوت ، لذلك لم تدخل حالاتهم في حسابات الوزارة وإحصاءاتها ، وهو ما يشير إليه الأطباء العاملون في هذا الملف ، أو الذين استقبلوا ـــ ويستقبلون يوميًّا بعياداتهم الخاصة ـــ عدة حالات مشتبهة !.
وهذا يعني من جملة مايعنيه ، أن فيروس كورونا عاد للنشاط مجددًا بيننا ، ونحن لا بالعير ولا بالنفير ، ولا نكترث بتفشيه ولا نعيره أدنى اهتمام !.
فحتى أبسط شروط الإجراءات الوقائية الاحترازية ضده ، أهملناها أو تناسيناها بقصد أو من غير قصد ، في بيوتنا ودوائرنا وقطاعاتنا الخدمية والصحية والسياحية .
فمن منّا اليوم يواظب على التعقيم في منزله ، أو يدخل محلًا ما ليشتري حاجاته ، أو دائرة ما لقضاء شؤونه مستخدمًا الكمامة؟.
لقد أهملنا كأفراد وأرباب أسر كل أسباب ووسائل الحماية الذاتية ، فيما تراخت الجهات المعنية في ملف كورونا ، بتطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية ضده تراخيًا عجيباً ، على الصعيد العام في دوائر الدولة ومؤسساتها وبوسائط النقل ، والمنشآت السياحية والمطاعم وغيرها.
وبشكل عام ، لم تعد تلك الإجراءات الوقائية الاحترازية أولوية ، وهو ما يفسر تنامي الإصابات وازدياد الوفيات !.
ومن البدهي أن يؤدي الاستمرار بهذه الحالة من اللامبالاة الشخصية ، والتراخي من الجهات العامة ، لنتائج كارثية على الصعيد المجتمعي.
وباعتقادنا من الخطأ القاتل ، عدم الاستجابة لتحذيرات الأطباء العاملين في ملف كورونا ، أو تجاهل نداءات وزارة الصحة ودعواتها المتكررة للحماية.
ونحن كصحافة ، لاندعو للعودة إلى المربع الأول من حظر جزئي وغيره، فذلك ليش من شأننا ، وإنما ندعو لتفعيل الإجراءات الوقائية الفردية ، والعامة على كل الصعد وفي كل المجالات ، فهذا من شأننا ومن صلب عملنا ، وخصوصًا في ظل الاستهتار بتطبيق تلك الإجراءات ، الذي نلمسه ونراه أينما التفتنا !.
فـ ” المتحور دلتا” بين الربوع ويفتك كل يوم بنا.
محمد أحمد خبازي