الشاعر الكبير سليمان العيسى في رحاب سيف الدولة

 

عباس حيروقة
بكامل أنوارها وأضوائها من أدباء وشعراء ومتابعين وعلى مدار ثلاثة أيام احتفت حلب بشاعر العروبة والطفولة سليمان العيسى
جمعية أصدقاء اللغة العربية في حلب وبالتعاون مع مديرية الثقافة أقامتا ملتقى سليمان العيسى الشعري الأول على مسرح المركز الثقافي العربي في العزيزية في 24 -25-26 من شهر آب هذا الشهر الذي شهد وفاة غير أديب وشاعر مثل سليمان العيسى ومحمود درويش وحنا مينة ورضا رجب وسميح القاسم وبمشاركة أكثر من عشرين شاعرا وأديبا
لن أتحدث عن المهرجان ولا عن القصائد وسويتها الفنية ولا عن المشاركين وحضورهم الباذخ تاركاً ذلك لغير موضع ومنبر, ولكن ما يمكنني الحديث به وعنه هو- ما ألفته في حلب طوال فترة تواجدي فيها ولمدة تزيد عن العشرين سنة – هو تلك الحميمية والتعاون بين منابرها الثقافية الرسمية منها والأهلية وسعيها الدائم لإنجاح العمل فكان حضورها تكريسا لثقافة جد حضارية .. ثقافة حلب..ثقافة سورية المحبة والخير والجمال ..
الملتقى الشعري والذي جاء تحت عنوان مهيب شاهدنا فيه ذاك الحضور لأسماء أدبية وشعرية شكلت علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي عامة والسوري خاصة الباحث الكبير قلعة حلب الثانية الأستاذ محمد قجة على سبيل المثال ..
إضافة لحضور اتحاد الكتاب العرب وعلى مدار الأيام الثلاثة ممثلا بعضو مكتبه التنفيذي الدكتور فاروق اسليم ورئيس هيئة المكتب الفرعي الدكتور محمد العبدلله حضر النادي العربي الفلسطيني ممثلا بالشاعر محمود على السعيد وطيلة أيام المهرجان إضافة لفريقه الإعلامي ..
كما حضر صالون السيدة رياض نداف الحضور الجميل ..
نعم وكان لحضور العدد الكبير من الأدباء و محبي ومتابعي الثقافة الدور الهام في انجاح هذا الملتقى ..
هي ذي حلب لايمكن أن تصدّر إلا النجاح ولا يمكن أن تقبل إلا به فكيف في مجال الثقافة والابداع ..
ومن الجدير ذكره أن اختيار حلب في مرحلة كهذه بالتحديد للشاعر سليمان العيسى لأن يكون ملتقاها مقرون باسمه له دلالات عديدة ولا شك انه يعكس الوفاء لهذه القامة الشعرية العربية الأصيلة التي قضت عقدين من الزمن في ربوعها مدرسا للغة العربية في ثانوياتها لا سيما ثانوية المأمون الشهيرة وهذا ما تحدث به وعنه الباحث الكبير محمد قجة ..عن ذكرياته معه كما تحدث في هذا الشأن أيضا القاص والروائي صاحب التجربة الإبداعية الباذخة محمد أبو معتوق
ولا بد من التنويه إلى أن سليمان العيسى الذي ولد في قرية النعيرية عام 1921 م في انطاكية والتابعة للواء اسكندرون في الجمهورية العربية السورية وهو من المؤسسين لحزب البعث العربي الاشتراكي وقد دخل السجن غير مرة بسبب قصائده كما ناضل ضد الاحتلال الفرنسي وهو من المؤسسين لاتحاد الكتاب العرب في سورية.
كتاباته في الشعر والنثر عكست مدى تعلقه بالعربية وبالعروبة وبفلسطين كما اتجه للكتابة للأطفال فأسس لعلاقات خاصة مع الطفل من خلال مجموعة دواوين ومسرحيات شعرية أثرى بها المكتبة العربية وشكلت مدرسة تدرب فيها وعلى مقاعدها كتاب شعر الطفل في سورية وغيرها ..
توفي الشاعر سليمان العيسى في التاسع من آب لعام 2013م ودفن في دمشق
نعم هذا النجاح الكبير للملتقى يضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققت في المشهد الثقافي الحلبي مبارك لمديرية الثقافة مبارك لجمعية أصدقاء اللغة العربية ..مبارك للشعر وللأدب وللثقافة ..

المزيد...
آخر الأخبار