تتكرر معاناة المواطنين وتتجدد كل صيف على امتداد المحافظة ومن أقصاها إلى أقصاها ، من انقطاع الكهرباء المستمر لعدة أيام متتالية كما في السقيلبية وريفها، ومن برامج التقنين المقيتة ، وتذبذب التيار وضعفه ، بمدن المحافظة الأخرى وأريافها أيضاً.
ولأن محطات ضخ مياه الشرب تعمل بالطاقة الكهربائية ، فإنها تتأثر بتلك الحالة الكهربائية المتردية ، وهو ما يعني عدم وصول مياه الشرب لمنازل الأهالي ، الذين تصبح معاناتهم مزدوجة أي ثنائية القطب ( كهرباء ومياه) ، وآلامهم واحدة ، حيثُ توحد المعاناة مصيرهم بعدما لمَّتِ شملهم من كل رحاب المحافظة البائسة ، التي لم تستطع التخلص من هذه الأزمة المتكررة رغم ما أُنفقَ – وينفق – فيها من مليارات الليرات والعملة الصعبة، على مشاريع كهرباء ضوء الشموع أفضل منها، وعلى حفر آبار مياه شرب لا تصل إلاَّ بالقطارة للناس !!.
وباعتقادنا كل قصائد المديح بأهمية الكهرباء ، وضرورة المياه للحياة ، وكل التبجح بالإنفاق على المشاريع الكهربائية والمائية ، وكل أغاني الحب والشوق وخدمة المواطن ، ليست سوى كلام بكلام، طالما يعاني هذا المواطن من شح الكهرباء والعطش الشديد !.
فأهمية إنجاز أي عمل أو تنفيذ أي مشروع أو تبديل أي محولة، تكمن في مدى إفادة الناس من ذلك ، وحجم تخديمه لهم وتسيير حياتهم لا تعسيرها !.
فنحن – وهذا مايضع العقل بالكف لمخالفته كل معايير المنطق والعلم – تزداد معاناتنا مع ازدياد المشاريع !.
محمد أحمد خبازي