على ضفاف العاصي : مصابيح المستقبل وصنّاعه

 
 
في الأسابيع القليلة الماضية أتيح لي المشاركة في غير فعالية ومن منابر متعددة في محافظات مختلفة من سوريتنا النور ..
نعم مشاركتي هذه كانت مع الشباب والفئة المستهدفة هم ايضا من الشباب ..بدءا من المشاركات المدهشة لبعض الادباء الشباب في مهرجان سليمان العيسى الشعري الأول المقام في حلب مرورا بتلك الاصوات الغنائية المذهلة لفتيات شابات من فرقة القدموس الموسيقة و التي قدّمن بعض اغانيهنّ في مهرجان (الخوابي) الثقافي التابعة لمنطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس ..
وايضا تلك الأصوات الأدبية الشبابية التي قدمها بعض اعضاء فريق (مئة كاتب وكاتب) في قرية ( كفراع ) بمبادرة من فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب على هامش احداث وافتتاح وإهداء مكتبة من ٥٠٠ عنوان مقدمة من اتحاد الكتاب العرب ومن ثم تابع هذا الفريق فعاليته ايضا بقراءات أدبية في اليوم الثاني قدمها بعض أعضائه على مسرح المركز الثقافي العربي في حماة ..
ولكن الحدث الأهم والأكبر والذي يمكنني ان نتحدث به او عنه هو المسابقة الوطنية للمطالعة الحرة ( مارثون ) القراءة لعام ٢٠٢١ والتي دعت إليها قيادة اتحاد شبيبة الثورة وكانت على مستوى سورية ..
مسابقة شارك فيها اكثر من مئة متسابق قادمين من مختلف محافظات سوريتنا العزيزة في تصفية نهائية لمسابقة بدات بمشاركة اكثر من ١٥٠٠ مشارك
وكان لي شرف المشاركة في لجنة التحكيم مع عدد من أدباء كبار اخوتي زملائي ( ناظم مهنا _ د. جمال ابو سمرة _ منير خلف_ د. ميساء إبراهيم ) كممثلين عن وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب جنبا الى جنب مع اخوة واخوات من وزارة التربية ايضا وذلك لأيام ثلاث ١٤_١٥_١٦ من هذا الشهر ايلول 
حقيقة لابد اولا من توجيه الشكر لاتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة والتربية وقيادة اتحاد شبيبة الثورة لأنهم اتاحوا لي ان التقي هؤلاء الشباب والشابات ..وان أقبس من معين ارواحهم وبريق عيونهم وعذب صوتهم ما يجعلني اكثر إيمانا بأن ما ينتظرنا من قادمات الايام هو الشيء الحسن ..
وأن ما يشاع من ان ابناء اليوم هم ابناء الفيس ووسائل التواصل الاجتماعي والاركيلة والموسيقا الصاخبة وصرعات اللباس وقصات الشعر و.. و.. الخ 
هو راي غير صائب ابدا ..
لأن ما رأيته كما قلت اعلاه في الأسابيع القليلة الماضية لاسيما ما رايت في هذه المسابقة هو التالي : ثمة شباب وشابات _وليسوا بقلة ابدا _ هم ابناء ادب وعلم وثقافة وجمال ..
وأن الكتاب مازال له الحضور الطيب في نفوس أبنائنا ..
نعم كان لي شرف المشاركة في هذه المسابقة _ مرحلة التعليم الثانوي _ والتقيت مع عشرات الطلاب ممن قرأوا عشرات الكتب وتمتعوا بشخصية استثنائية وكان لديهم القدرة على الحوار بطلاقة وبلغة سليمة 
..هم قرأوا ..فوعوا ..ادركوا .. فزادهم الكتاب تهذيبا ومعرفة وادبا وعلما 
طلاب جاؤوا ليقولوا ان الثقافة ما زالت بخير وان بناء الأوطان يبدأ من بناء الانسان ولايبنى الانسان إلا فكريا ثقافيا اخلاقيا ولا يتاتى هذا إلا من خلال الكتاب ..الكتاب الذي يهذب النفس ويغذي الروح ويطهر القلب ..
طلاب في عيونهم اناشيد الحياة ..تراتيل الوطن المقدس ..
هم املنا المعلق على قسمات وجوههم ..
مبارك لنا بأبنائنا..وهي مناسبة مهمة استثمرها لادعو وزارة الثقافة والتربية والتعليم العالي واتحاد الكتاب العرب لتوحيد بوصلتهم بالاتجاه الصواب . باتجاه هؤلاء الشباب اصحاب الطاقات الهائلة الاستثنائية لان لو حَسُن استثمارها وتوجيهها لكانت القادمات من الايام اكثر جمالا وبناء وانتماء.
مرة اخرى مبارك لنا بكم قيادة اتحاد شبيبتنا الشابة لأنكم ادركتم عمق مانحتاجه مايحتاجه وطننا ووعيتم مسؤولياتكم
..ومبارك هذا التعاون بين الوزارات المعنية على امل المتابعة والمثابرة لأن سوريتنا تستحق منا كل هذا واكثر ..واكثر
عباس حيروقة 
المزيد...
آخر الأخبار