نبض الناس : ليس وهمًا.. إنه قاتل !

 
   حسنًا ما فعلته مديرية الأوقاف  ،  عندما قررت إغلاق صالات التعازي التابعة لها ، بدءًا  من اليوم  الأحد  ،  في مبادرة طيبة للحد من انتشار  العدوى بفيروس كورونا بين الناس  ،  انطلاقًا من واجبها الشرعي والوطني في حماية المواطنين من خطر هذا الفيروس وفتكه. 
  ولعله من الجميل أن تكون مبادرة الأوقاف هذه  ،  مثلًا يحتذى لبقية الدوائر والمؤسسات بمحافظتنا  ،  لترفع مستوى الإجراءات الوقائية الاحترازية ضد كورونا إلى أقصى درجة  ،  وأقلها التشدد باستخدام الكمامات وتعقيم اليدين للعاملين فيها ولمراجعيها  ،  فالوضع الراهن لتفشي الفيروس في مدينة حماة تحديدًا  ،  وببقية مناطق المحافظة عمومًا  ،  يتطلب ذلك  ،  بل يتطلب اتخاذ أشد أنواع الحيطة والحذر. 
  وباعتقادنا  ، العودة إلى المربع الأول من الإجراءات الوقائية ضرورية جدًا  ، في ظل هذا الاستهتار الشعبي والرسمي الكبير  ، الذي كان من تبدياته زيادة عدد الإصابات بالكورونا والوفيات  ، زيادةً مخيفةً  ، منذ بداية هذا الشهر  ، التي أخذت الإصابات به منحنى تصاعديًّا لم تستقر بعد  ، ولم تتجه نحو الهبوط .
  فأقسام العزل بالمشافي الوطنية  ، مشغولة كاملةً  ، والعنايات المشددة بالمشافي الخاصة  ، ممتلئة بالمصابين  ، والوفيات كثيرة بالمنازل أيضًا التي تصاب فيها عائلات بأكملها بالفيروس.
  وبالطبع حياة الناس أهم بكثير  ، من تقديم الأراكيل بالمطاعم والمقاهي والكافتريات  ، ومن مبرات التعازي وصالات الأفراح والحفلات  ، ومن الأنشطة الثقافية والبرامج الفنية وغير ذلك.
  قد يقول قائل  :  وماذا عن الازدحامات الشديدة في وسائط النقل  ، وصالات السورية للتجارة  ، والأسواق  ؟..
  ونحن نقول  : الحماية من الفيروس ونشر عدواه من مسؤولية المواطنين أيضًا  ، فعندما يستخدم المواطن الكمامة  ـ التي هي أول خط دفاعي  ـ ويطبق الإجراءات الاحترازية الوقائية الشخصية  ، يسهم بحماية نفسه أولًا  ، والمجتمع المحيط به ثانيًا  .
  وعندما يبادر لأخذ اللقاح اليوم قبل الغد  ، هو وأفراد أسرته  ، فإنه يقيم سدًّا بوجه الفيروس  ، ويبعد عنه وعن أسرته الإصابة به.
  فالأمر ليس مزحة  ، والمتحور ” دلتا” ليس وهمًا أو دعابة  ، إنه فيروس قاتل  ، وقد قتل خلال الأيام القليلة الماضية أحباء وأصدقاء لنا ولكم  ، ولن يتوقف على القتل إذا لم يواجه بالعلم والعمل.
             محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار