حسنًا ما فعلته مديرية الأوقاف ، عندما قررت إغلاق صالات التعازي التابعة لها ، بدءًا من اليوم الأحد ، في مبادرة طيبة للحد من انتشار العدوى بفيروس كورونا بين الناس ، انطلاقًا من واجبها الشرعي والوطني في حماية المواطنين من خطر هذا الفيروس وفتكه.
ولعله من الجميل أن تكون مبادرة الأوقاف هذه ، مثلًا يحتذى لبقية الدوائر والمؤسسات بمحافظتنا ، لترفع مستوى الإجراءات الوقائية الاحترازية ضد كورونا إلى أقصى درجة ، وأقلها التشدد باستخدام الكمامات وتعقيم اليدين للعاملين فيها ولمراجعيها ، فالوضع الراهن لتفشي الفيروس في مدينة حماة تحديدًا ، وببقية مناطق المحافظة عمومًا ، يتطلب ذلك ، بل يتطلب اتخاذ أشد أنواع الحيطة والحذر.
وباعتقادنا ، العودة إلى المربع الأول من الإجراءات الوقائية ضرورية جدًا ، في ظل هذا الاستهتار الشعبي والرسمي الكبير ، الذي كان من تبدياته زيادة عدد الإصابات بالكورونا والوفيات ، زيادةً مخيفةً ، منذ بداية هذا الشهر ، التي أخذت الإصابات به منحنى تصاعديًّا لم تستقر بعد ، ولم تتجه نحو الهبوط .
فأقسام العزل بالمشافي الوطنية ، مشغولة كاملةً ، والعنايات المشددة بالمشافي الخاصة ، ممتلئة بالمصابين ، والوفيات كثيرة بالمنازل أيضًا التي تصاب فيها عائلات بأكملها بالفيروس.
وبالطبع حياة الناس أهم بكثير ، من تقديم الأراكيل بالمطاعم والمقاهي والكافتريات ، ومن مبرات التعازي وصالات الأفراح والحفلات ، ومن الأنشطة الثقافية والبرامج الفنية وغير ذلك.
قد يقول قائل : وماذا عن الازدحامات الشديدة في وسائط النقل ، وصالات السورية للتجارة ، والأسواق ؟..
ونحن نقول : الحماية من الفيروس ونشر عدواه من مسؤولية المواطنين أيضًا ، فعندما يستخدم المواطن الكمامة ـ التي هي أول خط دفاعي ـ ويطبق الإجراءات الاحترازية الوقائية الشخصية ، يسهم بحماية نفسه أولًا ، والمجتمع المحيط به ثانيًا .
وعندما يبادر لأخذ اللقاح اليوم قبل الغد ، هو وأفراد أسرته ، فإنه يقيم سدًّا بوجه الفيروس ، ويبعد عنه وعن أسرته الإصابة به.
فالأمر ليس مزحة ، والمتحور ” دلتا” ليس وهمًا أو دعابة ، إنه فيروس قاتل ، وقد قتل خلال الأيام القليلة الماضية أحباء وأصدقاء لنا ولكم ، ولن يتوقف على القتل إذا لم يواجه بالعلم والعمل.
محمد أحمد خبازي