ازدادت في الأيام الأخيرة الوفيات نتيجة تنامي الإصابات بفيروس كورونا على مستوى المحافظة ، من الغاب إلى سلمية ، مرورًا بحماة وأريافها وخصوصاً الشمالية ، ماحدا بالمحافظة لاتخاذ قرار بإغلاق صالات التعازي والمبرات ، منها لمدة شهر ، ومنها حتى إشعار آخر !.
وحذت مجالس المدن حذو المحافظة ، وزاد عليها بعضها كمجلس مدينة السقيلبية منع تقديم الأراكيل بالمطاعم والكافتريات ، فيما تركت المحافظة والمجالس الأخرى
الحبل على الغارب لصالات الأفراح ، التي لاتقل خطورة بنشر العدوى عن المبرات ، وكأن تلك الأخيرة ـ أي صالات التعازي والمبرات ــ هي الوحيدة التي تسهم بتفشي العدوى بالفيروس !.
نحن ندرك أن مجالس المدن وغيرها من الوحدات الإدارية ، لاتجرؤ على اتخاذ أي قرار من هذا النوع ، لحماية مواطنيها من خطر كورونا ، بل تنتظر المحافظة لإبلاغها بما تفعل حتى لو فتك الكورونا بالناس ، ولو حصد باليوم ماحصد !.
فهي غير قادرة على اتخاذ أي قرار ، من دون الرجوع للمحافظة، رغم أن قانون الإدارية المحلية جعل منها حكومة مصغرة في مجالها ، تقر الخطط والبرامج الخدمية ، وتتخذ القرارات التي تتعلق بحياة مواطنيها ، من منطلق ” أهل مكة أدرى بشعابها “، ولكنها تنأى بنفسها عن القانون والصلاحيات الممنوحة لها بموجبه ، وتعلق تقصيرها وترددها على مشجب المحافظة .
لذلك نأمل من المحافظة اتخاذ الإجراءات الوقائية الاحترازية ضد فيروس كورونا ، ورفع الجاهزية إلى أعلى درجة ، فهي تعلم كما نعلم ، أن الوضع خطير ، وأن الإصابات المعلنة بأقسام العزل بالمشافي العامة والخاصة ، ليست سوى عينة بسيطة من الإصابات الموجودة بالمنازل !.
وباعتقادنا من الضرورة القصوى ، أن تبادر مديرية الصحة لإرسال فرق تلقيح ضد الكورونا ، لدوائر الدولة ومؤسساتها ، لتلقيح العاملين فيها، وللمدارس لتلقيح كوادرها التعليمية ، ومن ثم طلابها وتلاميذها إن كانت تسري عليهم شروط إعطاء اللقاح.
ومن الأهمية القصوى أن يبادر المواطنون بمختلف أعمارهم ، ومناطقهم وقراهم ، لأخذ اللقاح في المراكز المعتمدة لذلك ، لحماية أنفسهم وأسرهم من هذا الوباء العالمي الفتاك.
فهو مجاني ، وآمن ، ويحمي مَنْ يأخذه مِن خطر الفيروس وتداعياته ، ولا تصدقوا أي كلام غير ذلك.
فالهدف من الإشاعات والشائعات ، تخويفكم من اللقاح ، وخلق عدم ثقة به ، لتحقيق مآرب عدائية ، لايكترث أصحابُها بكم ، ولاتعنيهم سلامتكم ، لا من قريب ولا من بعيد !.
فلاتتأخروا أبدًا ، ولاتترددوا بأخذ اللقاح ، كيلا تندموا في وقت لا ينفع فيه الندم ، ولا يدفع به أذى الكورونا !.
محمد أحمد خبازي