عباس حيروقة
بداية لابد من أن نسأل ما المقصود بأدب الأطفال ؟؟
هل هو ما يكتبه الأطفال من ( شعر وقصة وخاطرة و ..الخ ) من موضاعات تعبّر عن ما يجول في خاطرهم من رؤى وأحلام وخيالات ؟؟
ام هو كل منتج ابداعي فكري يكتبه الكبار مخاطبين فيه الأطفال الممتدة أعمارهم من سن الرابعة وحتى سن الثامنة عشرة ؟؟
اخال أن هذا هو المقصود بأدب الأطفال فتشكلت مديريات وجمعيات وهيئات رسمية وأهلية تُعنى بهذه الفئة العمرية ( جمعية أدب الأطفال في اتحاد الكتاب العرب _ مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة ) انموذجا وعملت جاهدة من خلال ورشات عمل وملتقيات ومهرجانات ومعسكرات واصدارات مجلات دورية ومؤلفات الهدف منها تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال ومساعدتهم في تطوير ملكاتهم العقلية واللغوية والأدبية والاجتماعية و بناء شخصية طفل سليم معافى ينتمي للوطن وللأرض ..
طفل يتطلع الى بناء غد افضل ..
الأدب بشكل عام وكما هو معروف وبمختلف انواعه هو فإن حامله الاساس ورافعه وناهضه هو اللغة ..الكلام الجميل الماتع الذي يهذب النفس ويمنحها الشعور باللذة والمتعة ويثري الفكر والوجدان
ولأدب الأطفال المقروء منه والمرئي والمسموع الدور المهم في كل هذا وذاك الذي سبق واتيتا على ذكره وعبر والوسائط المتاحة من برامج رسوم متحركة ومسلسلات وافلام وغناء ..الخ
أدب الأطفال يساعد في صقل شخصية الطفل وتدفعه وفق سلوكيات ليكون اكثر قدرة على معرفة الخطأ من الصواب واكثر قدرة على المضي وبكل ثقة في النفس في طريق تجاه مستقبل يطفح بالغناء وبالموسيقى والاناشيد ..مستقبل آمن سعيد
أسوق هذه المقدمة للحديث عن فعالية جد هامة أقامتها وزارة الثقافة _ مديرية ثقافة الطفل _ مديرية الثقافة في حماة تحت عنوان ( ملتقى ادب الأطفال ) واستمرت لأربعة ايام ١١_١٢_١٣_١٤ من هذا الشهر تشرين الثاني
استضافت في يومه الأول جمعية ادب الأطفال في اتحاد الكتاب العرب والتقى فيه عدد من ادباء الجمعية طلاب مدرسة ( دار العلم ) الخاصة في مدينة حماة وقراوا على مسامعهم بعض نتاجاهم الابداعي من شعر وقصة ودارت حوارات شيقة بينهم .
كما ضم البرنامج العديد من المحاضرات والندوات وورشات عمل لعدد من الأدباء وختم بفلم ( حي بن يقظان ) ..
مايمكن قوله في هذا المجال وبكل حيوية ومسؤولية :
ثمة أخطار كبيرة ومهيبة تحيق بطفلنا لا على مستوى التشوه البصري والفكري والاجتماعي والنفسي فحسب …بل على مستوى الصحي الجسدي ..إذ كيف لطفل لم يبلغ سنواته الأربع بعد يتقن فتح الموبايل ويتابع برامج تروق له ..برامج تضج بالصراخ وبالصراع وبالدماء ..إضافة للضرر الذي سيلحق به نتيجة تركيزه لساعات في شاشة تعكس أشعة خطيرة عبر مساحة لا تتجاوز بضع سنتمترات لا أكثر
أدعو من هذا المنبر إلى التأسيس لمنظومة عمل طفلية جديدة تعمل وفق مشروع مؤسساتي وبالتعاون مع جمعيات مدنية أهلية للوقوف على حال طفلنا العربي عامة والسوري بشكل خاص ..الطفل الذي شوهت الحرب الكثير الكثير من مفرداته إن لم نقل محتها بالكامل
علينا أن نعيد النظر بمعظم ما يعرض اليوم وما يطرح أمام طفلنا من نتاج يعنى به ..بواقعه ..بمستقبله واضعين برامج ذاك الزمن الجميل نصب أعيننا
برامج زرعت ونمّت بذور المحبة والقيم والمشاعر الإنسانية في داخلنا وأطلعتنا على حضارات وقصص شعوب وأمم كان لها الأثر الكبير في بناء هذا العالم
برامج من مقام : سندباد والعم علاء الدين – افتح يا سمسم – ساندي بل – هايدي – النسر الذهبي – عدنان ولينا – السنافر – النسر الذهبي _ ماجد اللعبة الخشبية _ ساسوكي _ سنان _ نيلز
ثمة مسؤوليات جمة تقع على عاتقنا جميعا ادباء وكتاب وافراد ومؤسسات علينا ان نكون بحجم ماقد يعترضنا من اخطار فلا قدرة لدينا على تحمل خسارات وانكسارات وهزائم جديدة .
نعم الحق بأطفالنا تشوه كبير ومريع ..تشوه قيمي أخلاقي جمالي بصري حسي نفسي اجتماعي ..الخ
أطفال العقد الأخير من الزمن لاسيما في مدن وقرى لا يزال الظلام والعطش شديدين ومديدين فيها فإنني اتساءل :
من يعيد إليهم صفاء السماء واقمارها والحمام واليمام ؟؟
من يعيد حقول قمحنا وغاباتنا والطائرات الورقية والمدارس والكتب والحكايا والأناشيد ؟؟
اختم بكلمات شارة مسلسل تلفزيوني كنا نتابعه بكل مانملك دموع وصرخات حزن وقهر ويتم ومحبة انه مسلسل ( ريمي ) لأدلل على تلك الثقافة الانسانية التي تربينا عليها. ثقافة المحبة لكل مفردات الله :
نقطع الدروب نفرح القلوب
ولنا في كل شارع صديق
نقطع المدى لانؤذي احدا
نزرع الافراح في طول الطريق
نحن فرقة تهوى المرح
نهتدي الى القلب الكبير
وانا احب ساعة الفرح
انا صاحب الاحزان ريمي
رغم حزني وهمومي
رغم من في الأحزان رماني
انسى عندكم احزاني
انا ريمي ..اضحكوا لريمي