نبض الناس : اللقاح ثم اللقاح ثم اللقاح !

 
وسط تعتيم  رسمي  ، والتهرب من الإدلاء بمعلومات حتى لو كانت مقاربة للواقع  ،   يتفشى المتحور  من فيروس  كورونا بيننا  على  كيفه  وهواه  ،  ويقتل باليوم  العشرات  من المصابين  به  بمختلف  مناطق  المحافظة  من أقصاها  لأقصاها. 
   وحده  المدير  العام  للهيئة  العامة  لمشفى  مصياف  الوطني  ،  كان  الأجرأ بدق ناقوس الخطر  ،  وأعلنها بالفم الملآن وعلى الملأ   ،  أن الوضع لم يعد  يحتمل  ،  وتم افتتاح قسم إضافي للعزل بالمشفى  ،  لاستيعاب الإصابات المتأخرة التي ترد إليه  ،  نتيجة العلاج الخاطئ بمنازلها   !. 
  وما يصرخ به مدير  مشفى  مصياف حرصًا على حياة الناس  ،  تعرفه الجهات الرسمية  بالتأكيد  ،  ولكنها تعتم عليه ، أي تعتم على ازدياد عدد الإصابات والوفيات يوميًّا ، وكأنه سرٌّ لا يمكن البوح به .
  وذلك خلافًا لكل التوجيهات الحكومية ، التي تؤكد على الشفافية ،  والتعامل  مع  الإعلام  كشريك أساسي .
  بكل الأحوال ، الحصول على المعلومة  ليس  صعبًا، ولايقف على  شخص محدد  ،  أو عند مسؤول ليس  على قدر  مسؤولية التصريح   ،  بل هو متاح من مصادر أخرى  ،  لايهمها امتيازات المنصب  ،  بل  كل مايهمها صحة المواطن وسلامة الناس . 
   ولهذا نقول  :  إن واقع تفشي الكورونا بالأيام الأخيرة  تحديدًا ينذر بكارثة  ،  والأرقام التي تنشرها منصة وزارة الصحة  الالكترونية ، ليست سوى الأرقام البسيطة للإصابات التي راجعت أقسام العزل بمشافيها الوطنية  وتوفيت فيها !.
  لذلك  لايعتد بها في تقدير حجم الكارثة  ،  وإنما يعتد بالإصابات التي تعالج بالمشافي والعيادات الخاصة  ، و في المنازل  ،  وبالوفيات التي يعلنها ذوو المتوفين بمواقع التواصل الاجتماعي، وهي ماتغفله وزارة الصحة بإحصاءاتها اليومية.
  والحل باعتقادنا أخذ اللقاح قبل تطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية على الصعيد الشخصي، وبالدوائر والمؤسسات ، بل بكل مكان يجتمع فيه مجموع بشري.
  فالوباء حقيقي  ، وليس مزحة  ، أو لعبة كما يتصور بعضنا  ، والتصدي لزحفه إلينا  وتفشيه بيننا  ،  ممكن  جدًا  ،  ولكن بالطبع  ليس بالتردد في أخذ  اللقاح  ،  وإهمال تطبيق الإجراءات الوقائية ضده  ، فذلك يزيد ضحاياه  ، وإنما بالمبادرة لأخذ اللقاح / اللقاح  ثم  اللقاح  ثم اللقاح  / قبل أي شيء آخر  ، فهو الدرع الحصين ضد الفيروس  ، ثم البروتوكول الوقائي  ، وقاكم الله كل شر.
             محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار