معه قلبًا وقالبًا…. !

 

    إذا كان قرار وزارة التجارة الداخلية رقم 2938 تاريخ 23 ـ 10 ـ 2021  ،  القاضي برفع سعر لتر المازوت الصناعي والتجاري وللمشتغلين بتربية الفروج   ،  من 650 ليرة إلى 1700 ليرة  ،  يسهم فعلًا بخفض أسعار المنتجات الصناعية والمواد الأساسية والفروج والبيض  ، نحن  معه قلبًا وقالبًا كما يقال بالمتداول الشعبي.

  وإذا كانت منعكساته إيجابية على حياة المواطن العادي  ،  ذي المدخول المنهك بالغلاء الفاحش وضعف القوة الشرائية  ،  فإننا نهلل له ونشد على أيدي الوزارة التي اتخذته  ،  بهدف تخفيض الأسعار  ،  وتخفيف الأعباء المادية عن كاهل المواطن المثقل بالضغوط  الحياتية ، والظروف  المعيشية القاسية.

  وباعتقادنا  ، ليس  مبررًا  على  الإطلاق ارتفاع سعر أي سلعة أو مادة بالسوق  ، مادام المازوت سيتوفر للتاجر والصناعي بـ 1700 ليرة ، بدلًا من أن يشتريه كل منهما بـ 3000 ـ 3500 ليرة من السوق السوداء.

   ولكي  يكون  لهذا  القرار  جدوى  اقتصادية  ، ومنعكسات إيجابية سريعة على حياة المواطن  ،  ينبغي أن يكون له ــ كما  نرى  ــ متممات أو ملحقات  ، أو بتعبير أدق إجراءات عملية لضبط الفساد في ملف المازوت الصناعي والتجاري  ، وللمشتغلين بصناعة الدواجن.

  وبالطبع ذلك الضبط ليس بالأمر العسير على الحكومة التي تمتلك كل أدوات وإمكانات ضبطه  ، ويمكنها تطبيقه بكل سهولة إذا مارغبت  ،  وذلك بالتعاون والتنسيق بين وزارت التجارة الداخلية من جهة والصناعة والزراعة من جهة آخرى  ، لحصر العدد الحقيقي للمنشآت الصناعية والتجارية والمداجن  ،  العاملة فعليًّا  لا المسجلة على الورق ، وحاجتها الحقيقية من المازوت  ، ليصار إلى توفيره بالسعر الجديد 1700 ليرة  ، ولكسر سلسلة السوق السوداء  ، المنتعشة بالمشتقات النفطية / بنزين ومازوت وغاز /   والتي يجني أرباح انتعاشها حفنة من الفاسدين  ، في الوقت الذي يقاسي فيه المواطنون ألوانًا شتى من  الشقاء والهموم  ، لشح تلك المواد لديهم رغم حاجتهم الأكثر من الضرورية لها.

  إن حصر الحاجة الفعلية من المازوت للمنشآت الصناعية والتجارية والمداجن  ، من شأنه أن يقضي  على  البيانات  والإحصاءات  الوهمية  ،  وأن يوقف الهدر الكبير  ، وأن يقطع النزف المتدفق من شريان المازوت  ، الذي يستفيد منه ويتغذى بملايين الليرات من عائداته  ، حلقات الفساد التي تستنزف مقدرات البلاد ومخصصات العباد  !.

   وباعتقادنا لن يعارض هذا القرار من التجار والصناعيين  ، إلَّا المتضررون منه  ، إلَّا الذين كانوا يحصلون على كميات كبيرة من المازوت بسعر 650 ليرة  ، ويبيعون الفائض  عن حاجتهم منها ” نصفها أو ثلثها ” بالسوق السوداء بأكثر من 3000 ليرة !.

            محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار