رئيس التحرير :عبد اللطيف يونس
رغم الاهتمام الحكومي بدعم الزراعة بوصفها اهم عوامل الأمن الغذائي ومحركا للصناعة ومصدرا كبيرا لتامين فرص للعمل ، الا ان التخطيط والتنفيذ في وزارة الزراعة لم يرق الى مستوى الاهتمام والطموح ما تسبب في خلق فجوة تتسع يوما بعد يوم بين الانتاج وتامين حاجات المواطنين من الغذاء .
في الوقائع نجد عددا من الملاحظات :
في زراعة القمح المحصول الاستراتيجي قسم من المزارعين تحول من زراعة القمح الى زراعة الدخان او زراعة الزوبعة النباتات الطبية نظرا للمردودية العالية لهما قياسا بالقمح كما انه تم رفع سعر الاسمدة اثناء تسليم الموسم وكذلك تاخر قرار رفع نسبة التجريم المسموحة بالقمح الذي تستلمه مؤسسة الحبوب بالاضافة الى عدم حصول المزارع على كميات كافية من المازوت أثر سلبا على تسليم المحصول .
في موضوع البطاطا( اكلة الفقير) التي تجاوز سعرها عتبة 2000ليرة وتبرير الوزارة ذلك بقلة الانتاج وارتفاع كلفة مستلزمات الانتاج فان ذلك يرسم اشارات استفهام وشكوكا حول قرارالوزارة السماح بتصديرها بنفس الوقت الذي تقول بقلة الانتاج … اذ ان المنطق يقول ان قلة الانتاج تتعارض مع التصديروالاولوية يجب ان تكون للسوق المحلية وما يصح على البطاطا يصح على البندورة والخضار والفواكه الاخرى.
والمستغرب هو عدم طلب وزارعة الزراعة استيراد البطاطا كما استوردت الموز.
ومايتعلق بدعم الزراعات العلفية من ذرة وصويا وغيرها فقد تاخر قرار اصدار اسعار تشجيعية لزراعتها.مما سبب ايضا ارتفاعا باسعار الحليب والاجبان والبيض ..
وغاب عن خطط وزارة الزراعة دعم دوار الشمس الزيتي لانتاج الزيت الذي نعاني نقصا كبيرا في انتاجه وتتكلف الخزينة العامة مبالغ كبيرة من القطع الاجنبي لاستيراده …
اخيرا …
ان الحلول ليست مستحيلة ولابد من التخطيط الجيد ومتابعة التنفيذ مادامت كل عناصر الزراعة وتطويرها متوافرة ( مزارع – ارض- مياه- معظم المستلزمات – سوق) وربطها بسلة محفزات للمزارعين وعدم السماح بالتصدير قبل تحقيق الاكتفاء من الخضار والفواكه ..اذكر هنا ماقاله لي احد مزارعي دوار الشمس الزيتي في منطقة الغاب بريف حماة اعطونا اسعار تشجيعية واضمنوا لنا تسويق الانتاج ونحن نزرع كل شبر من الارض وحتى سطح المنازل .