نبض الناس حتى لايسقط المزيد من الضحايا !

 
    انهيار البناء الطابقي المخالف في مشاع النقارنة صباح يوم الجمعة الماضي  ،  على  رؤوس  قاطنيه   ،  ووفاة  امرأة وطفلتها  وإصابة الأب وأولاده الأربعة  ،  يفتح ملف مخالفات البناء  بحماة على مصراعيه مجددًا   ،  ويثير العديد من الأسئلة ينبغي للجهات المعنية بالمحافظة الإجابة عنها قبل سقوط أبنية آخرى وضحايا آخرين. 
   أولها  :  أين  كانت  الجهات  الرقابية  عندما كانت هذه المخالفات تُشيَّد بوضح النهار   ؟. 
   وثانيها  :  لماذا  لم  تكن تُعالج في حينه  ،  وبمهدها  ،  وفق المرسوم  40 للعام  2012  ؟.
   وثالثها  :  لماذا توقفت المحافظة  عن هدم  وإزالة  مخالفات البناء بالنقارنة  ،  وهي التي شنت حملة واسعة النطاق في هذا المشاع  ،  الذي يضم أكبر مخالفات بناء  ، وذلك في الشهر 12 من  العام الماضي  ،   قوبلت حينها بمباركة شعبية واسعة  ،  كونها تزيل الخطر  وتقضي على تجارة البناء  وتشييد المخالفات على أرض زراعية  ،  وتمنع وقوع ما وقع يوم الجمعة الماضي  ؟. 
   ولماذا كانت تستنفر لجان الهدم المركزية بآلياتها ومعداتها لهدم غرفة بناها فقير ليستر أسرته  ، أو تصوينة  ،  فيما لم تستنفر لهدم المخالفات الطابقية التجارية ، التي يبنيها تجار عقارات معروفون بالاسم لدى مجلس المدينة  ، وكل همهم بيعها بأسعار فلكية وجني أرباح فاحشة ، حتى لو كانت ستنهار على ساكنيها  ، وتقضي عليهم  ، وقد انهارت  ، وقضت  !..
   وهل  يحتاج  الأمر  لاجتماع طارئ لمكتب مجلس مدينة حماة التنفيذي  ،   لمناقشة موضوع المخالفات في أحياء المدينة عامة  ،  والأحياء العشوائية التابعة للوحدة الإدارية  ، ودعوة المجلس  لجلسة استثنائية لدراسة الحلول المقترحة لهذه المخالفات في هذه الأحياء  ،  مادام  الواقع  معروفًا  للقاصي  والداني  ،  الحل واضحًا وصريحًا ولايحتاج لاجتماعات طارئة أو عادية  ، ونعني المرسوم 40  ؟!.
  وباعتقادنا  ، بعد انهيار ذاك البناء المخالف بالنقارنة على قاطنيه  ، لم يعد مقبولًا السكوت عن المخالفات  ، ولم يعد مبررًا التأخر في هدمها لاتسويتها ماليًا  ، فحياة الناس أهم بكثير من العائدات المالية التي يمكن أن يجبيها مجلس المدينة لقاء تسوية مخالفات  ،  يفرح  بها تجارُها وسماسرتُها  وقد تودي بحياة ساكنيها للتهلكة.
  ولعل الإسراع في معالجة هذا الملف  ، وإزالة مخالفاته  ، ضروري جدًا اليوم قبل الغد  ، حتى لاتتكرر مأساة يوم الجمعة الماضي  ، وحتى لا يسقط المزيد من الضحايا.
                  محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار