حتى لا يتكرر المشهد المؤلم الذي حدث السنة الماضية بشكل خاص بشأن حرق المواسم الزراعية و يخسر المزارع أمواله و تعبه في عمليات الزراعة من حراثة و بذار و سقاية و سماد و محروقات و انتظار لأشهر طويلة حتى يجني الموسم ، فالمطلوب منه حماية أرضه و موسمه الزراعي . فمع اقتراب موعد الحصاد و ارتفاع درجات الحرارة بشكل واضح في أشهر التحاريق القادمة فعليه أخذ الحيطة والحذر أكثر من اللازم حتى لو اقتضى الأمر حراسة الأرض في الليل و النهار حرصاً على الغلة الزراعية من الحرائق المفتعلة و غير المفتعلة . فهذه الغلة ثروة وطنية لا تقدر بثمن ، و المتربصون كثر .فقد خسرنا السنة الماضية عشرات بل مئات الآلاف من الهكتارات المزروعة بزراعات تعد استراتيجية بالنسبة لقطرنا الحبيب ، و ذهبت هباء منثوراً . و كانت الحرائق بمجملها مفتعلة و بفعل فاعلين ، و عن سبق إصرار و ترصد لأنهم يعرفون مدى أهمية هذه الزراعات بالنسبة لهذا البلد العظيم و في هذه المرحلة بالذات . و أساليبهم في الحرق مختلفة و متعددة منها ( رمي عقوب السجائر بشكل مقصود و قطع الزجاج و رمي عدسات ليزرية تتأثر بحرارة الشمس ما يؤدي إلى اشتعال النار و حرق المحصول ….) . كل ما سبق من أساليب وغيرها أدت إلى الخسائر الفادحة في إضعاف التربة و خسارة المواسم الزراعية التي أثرت سلبياً في الناتج الوطني و الاقتصاد ، ما يجعلنا نستورد من الدول الأخرى و بتكاليف باهظة و بالقطع الأجنبي . كثيرون هم أعداء البلد سواء في الداخل أو في الخارج و هم يساهمون في ضرب اقتصادنا و حرماننا من القمح بشكل خاص و هو المادة الأساسية لرغيف الخبز . فعلى المزارع الحيطة والحذر الدائم و حراسة أرضه ، و المطلوب من سيارات الإطفاء في حال لا سمح الله اشتعلت النيران أن تبقى بجهوزية تامة للمساعدة و توفير المياه و المحروقات لهذه السيارات ، و الشكر موصول دائماً لعمال الإطفاء الذين لهم الدور الأكبر بإطفاء النيران المشتعلة ، فهم كالجندي المجهول . مجيب بصو