إنه الغزو الثقافي والسياسي والاقتصادي الذي يجتاح البلدان في هذا الزمن الرديء الذي يبدو فيه المتمسكون بأخلاقهم غرباء وهذه ليست نظرة سوداوية او عقلية رجعية كما يتوهم الفاسقون الذين اطلقوا العنان لشهواتهم تحت عنواين التحرر أي تحرر هذا الذي يزعمون ؟ إنه التحرر من المبادئ والشهامة والقيم العربية الاصيلة كي لايفكر الانسان العربي بعقله بل بغرائزه وبطنه لقد أصبح الفضاء مشاعا للجميع حيث الفضائيات المتعددة الاتجاهات السياسية والثقافية والفنية فلو اجرينا استبيان من خلال الاهتمام لدى الجيل الجديد وفتحنا على فضائيتين واحدة معادية وأخرى ملتزمة بالخط التقدمي العربي المقاوم المعادي للصهيونية العالمية وأذنابها الاولى تعتمد الغناء والرقص والبرامج المائعة والثانية الملتزمة التي فيها حوار ثقافي وندوات فكرية وخبراء استراتيجين في علوم السياسة والاقتصاد لوجدنا أن نسبة كبيرة يفتحون على الفضائيات المعادية ونسبة قليلة تفتح على المحطة الاخرى ماذا يعني ذلك ؟ ألا يدل على ان جيل الشباب او الجيل الجديد الذي لم يعد يعير الانتباه للنواحي الفكرية والثقافية وهذا أمر جد خطير إذا استمرت الحالة على هذا المنوال ربما يقول بعضهم هذه حرية شخصية واهتمام خاص والانسان حر في اختيار مايريد ؟ نحن مع الحرية الشخصية التي لاتتعدى حرية الاخرين ونحن مع غاندي عندما قال :(نفتح نوافذنا للهواء العليل لكن نغلقها في وجه العواصف التي تقتلعنا .) فالجيل المحصن هو الجيل الذي يمكن أن يطلع على كل شيئ ولا يمكن أن يتأثر بأي شي بل يؤثر بالآخرين لما يحمل من خصائص تؤهله لذلك فكيف استطيع ان ادافع عن الوطن ولم احفظ النشيد الوطني في الوقت الذي احفظ فيه كل ماتقوله فنانات العصر من الاغنيات الهابطة حتى الاغنيات التافهة كيف ادافع عن الوطن ولا اعرف حدوده وموقعه ومساحته وعدد سكانه يينما اعرف كل الاغاني الحديثة والقديمة لفنانة لعوب . على من تقع مسؤولية هذا الواقع ؟ على المدرسة أو الاسرة ام على التوجيه العام ام على البرامج والمناهج التي تجاوز بعضها العصر حتى اصبحت حفظية بعيدة عن الواقع والقدوة فاياكم والفضائيات المعادية التي تمثل ابواقا للكيان الصهيوني وحلفائه .
أحمد ذويب الأحمد