اليوم يبدأ موسم تسويق الحبوب ، وحاجتنا ماسة لكل حبة قمح ، في ظل ما نعانيه من منعكسات الحرب على قلة الإنتاج ، ونحن الذين كان إنتاج عام واحد يكفينا لخمسة أعوام، وكنا نعاني من تخزين الفائض بالعراء بعدما تضيق الصوامع على خيرات أرضنا . وإقرار الحكومة سعر 400 ليرة للكيلو ، كدعم للفلاحين ، وتشجيعاً لهم على تسليم محاصيلهم لمراكز التسويق ، ينبغي أن يترجم بتلك المراكز إلى واقع حيٍّ ، يُعاملُ فيه الفلاحون جميعاً بسوية واحدة ومن غير أي تمييز أو محاباة ، وأن تسجل الدرجة الفعلية والحقيقية لجودة إنتاجهم من حيثُ نسبة الإجرام والشوائب ، وبناءً على التحاليل المخبرية يحدد السعر النهائي للمحصول لا على اعتبارات شخصية ، من مثل : هذا الإنتاج للمتنفذ الفلاني وهذا المحصول من حامي الثغور ومفارق الحدود ، ويتضح فيما بعد أن نسبة الشوائب والغبار فيه أكثر من حبات القمح !. نأمل تحقيق العدالة للفلاحين ، واستلام إنتاجهم من غير عناء ، وبأسعار مجزية، ليعوضوا بها ، نفقاتهم وأعباءهم المادية ، ما يجعلهم يُقبلون على تسليم محاصيلهم للمراكز بحماسة ، ويفضلونها على تجار السوق السوداء الذين ينشطون كثيراً بهذه الأيام ، ويستغلون نقاط الضعف ببعض المراكز بجذب المنتجين إلى جانبهم ! . فمن حق فلاحنا علينا ، أن نشجعه على العمل بالأرض والزراعة والإنتاج بكل الطرق والوسائل والإمكانات المتاحة ، وأن تحميه الحكومة من المستغلين وتجار السوق السوداء وغيرهم ، فهو بحاجة إلى دعم حقيقي وليس إلى الخطب والشعارات التي يسمعها بالمناسبات ، التي لا يُمكنها أن تُطعم مزارعاً جائعاً أو تعوِّض خسارة آخر .
محمد أحمد خبازي