أخطاء جسيمة

 

ساد في الآونة الاخيرة مفهوم خاطئ بين الناس في منطقتنا ما دفعني إلى الكتابة و لفت النظر القصة تتعلق بالكورونا الجائحة المنتشرة حاليا و بعد أن مر عليها ايام و شهور مل الناس منها و من سيرتها حتى صار بعضهم يتعامل مع الاصابة و كأنها عيب أو فعل محرم يجب إخفاءه فباتوا يخفون كل مصاب عن الانظار ويعالجونه خفية دون تدخل اي طبيب و إنما نقلا عن أحد المصابين رغم جميع التحذيرات التي ينشرها المهتمون بالأمر و في أغلب الحالات تكون العواقب أليمة فتأتي النتائج عكس ما توقعوا فبدل أن يتعافى المصاب و يعود لحياته الطبيعية فإن الاصابة تشتد وتصبح السيطرة على المرض مستحيلة و تكون نهايته الموت المحتم حتى تدخل الطبيب يصبح شفاؤه بات مرتبطا بقدرة القادر فقط لا غير،إن ما وصل إليه حال بعضنا لأمر مؤسف للغاية و هو ما دفعنا للكتابة و ذلك للإشارة إلى أن القصة ليست لعبة احتمالات نختار فيها ما نفعله بل هي مشكلة فرضت علينا و لابد من تداركها قبل أن تكبر و تستعصي و تصبح فرص الشفاء قليلة أو تكاد تنعدم فالتراخي و التأخير في العلاج يمنح المرض فرصة أكبر لينتشر في الجسم فيضعفه و تقترب فرص الشفاء من نقطة الصفر اي أنها تنعدم تحدث كل هذه المشكلة لأنهم اعتبروا المرض عيبا و الاصابة عمل مشين كما اعتبروا التكتم على إصابتهم و عدم الإفصاح عن الإصابة شجاعة او قوة و إشارة الى ذكائهم الخارق، حتى أنهم لم يقوموا باستشارة اي طبيب و نحن نقول إنه الغباء بحد ذاته و الاهمال المتعمد مصيره محتوم هذا ما لمسناه في الآونة الاخيرة حيث راح ضحية هذا التصرف العديد من الشبان الذين اصيبوا بالكورونا اللعينة فقام أهلهم و ذويهم بإخفاء الأمر و لم يستشيروا اي اختصاصي ليحصلوا على الإرشادات اللازمة كأنهم يرتكبون خطأ جسيما علما ان المرض ليس عيبا و إنما نكرانه هو العيب بذاته و يجب تداركه .
سوزان حميش

المزيد...
آخر الأخبار