الأسعار      والرواتب ….  !

 

    بعد  ماجعلتنا سياسات الحكومة الاقتصادية  مجالًا للتندر على  مستوى  العالم  ،  صرنا “ملطشة للي يسوا وللي مايسواش”  على قولة أشقائنا المصريين الظرفاء  .

  وبالطبع ،  تنطبق  تلك  النوادر  علينا  أيما انطباق  ،  إذ دأبت الحكومة مؤخراً على  رفع  أسعار  كل  موادها  المدعومة  وغير  المدعومة  ،  من خبز و سكر  ورز  وغاز  ومازوت  وبنزين  ،  وكهرباء  ،  وأجور  النقل والاتصالات والأدوية على  سبيل  المثال  لا الحصر  ،  وأبقت رواتب الموظفين دون  أي معدل يمكن تقييمه بالمعايير  العالمية   ،  لتبدو  تلك  الأسعار  والأجور  بالفعل  وكأنها  مخصصة للقاطنين بدبي التي هي اليوم مركز التجارة العالمي والمصنفة من أغلى  المدن في  العالم  ،  ولتظل  رواتب  الموظفين  والمتقاعدين  أنموذجًا للفقر  والهشاشة والإنهاك الشديد  ،  والهزال العضلي  والنفسي  !.

    لقد اتسعت الفجوة السحيقة بين الأسعار والرواتب  ،  ولم تعد أي زيادة مرتقبة أو محتملة  ،  قادرة  على  جسرها   ،  إلَّا إذا كانت أضعاف ـ  وليس ضعفًا واحدًا أو اثنين  ـ  الرواتب الحالية  وهذا مستبعد كما تبشرنا بعض التصريحات  الرسمية !.

  ولم يعد الحد من التضخم  المتسارع ، وإيقاف تآكل القدرة الشرائية للمواطنين بالأمر السهل  ، إلَّا بمعجزة  !.

  وبالتأكيد ليست تلك المعجزة  استثناء بعض الشرائح المجتمعية من الدعم الحكومي  ، أو برفع أسعار حوامل الطاقة والمواد المقننة ، أو بفرض ضرائب ورسوم جديدة على القطاعات المنتجة بالبلد  ، التي تنعكس على حياة الناس غلاءً وضيقًا وضنكًا.

   وإنما ـ كما نرى ـ بدعم الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة  ، والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر المولدة للدخل  ، دعمًا حقيقيًّا  ، بتوفير مستلزمات عملها وإنتاجها  ،  وتسهيل إجراءات تأسيسها وانطلاقها ، وتحويل البلد كله لورشة عمل وإنتاج كبرى.

  فنحن بحاجة لسياسة اقتصادية واحدة تنهض بالبلد وبموارده البشرية ، وتشجع شبابنا على البقاء  والعمل فيه  ، لا على الهجرة  !.

  نحن بحاجة إلى خطة عمل إنقاذية بالاعتماد على الذات وتجفيف منابع الفساد وكبح جماح الفاسدين  .

             محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار