الوردة في زاوية الحديقة  !

 

   خمسون لترًا  من مازوت التدفئة فقط  ،  وإن كان هناك خمسون أخرى فهي حلم أبليس بالجنة !.

   ورفعٌ لأسعار مصادر  الطاقة  كلها  ،  وأهمها الكهرباء حتى يخشى المواطن الفاتورة  المرتقبة  ،  فيمتنع تلقائيًّا عن تشغيل الدفاية وسخان الحمًَام  ، وخصوصاً في الأيام الشتائية المقبلة  !.
 
   وإغراءات لتركيب طاقة بديلة من خلال قروض ميسرة  ،  يُجمع أهل العلم والخبرة و الاختصاص على أن ألواحها  المستوردة والتي تملأ البلد  ،  هي من أسوأ  الأنواع  وأقلها  جودة  ،  ومع  ذلك  ثمة من يضطر  لتركيبها  !.

   وفي هذه الظروف التي تعيش فيها الأسرة التقشف بأقصى درجاته  ، وضيق ذات اليد بأعلى مراحله  ، ينبغي لها أن تواصل حياتها بشكل طبيعي  ، وأن يبقى ربُّها محافظًا على عقله واتزانه  ، وأن لايمرض كي لايذهب إلى طبيب ويضطر لشراء أدوية  ، أو دخول مشفى خاص أو عام  ، وهو مايعني أعباء مادية إضافية وهمومًا فوق هموم.

   وأن يبقى هادئًا وقورًا  ، يضحك على الدوام ولايعبس أبدًا  ، ومستعدًا بكل لحظة لتلبية متطلبات الأسرة الحياتية  ، حتى لو اضطر للاستدانة ومراكمة الديون ،  إذا وجد من يُديِّنُه ويسعفه  ، كي يحفظ ماء وجهه.

   ماذكرناه  ، هو بعضٌ من حال السواد الأعظم من المواطنين  ، الذين يشكل الشتاء لهم معاناة كبرى  ، تضاف إلى مايعانون بسبب الغلاء الفاحش  الذي لم يُبقِ ولم يذرْ  ، وضعف القدرة الشرائية التي تنهك  عنترة بن شدَّاد لو كان عائشًا بيننا وتجعله يولي الأدبار من وجه عبلة !.

  وما قلناه هو غيضٌ من فيض مما يعيشه الناس  ، وتنوء أكتافهم تحت أثقاله المريرة .

   بكل الأحوال  ، سنبقى ننظر للوردة الناهضة في زاوية الحديقة  اليابسة  ، بكثير من التفاؤل والمحبة ، فلابد أن تملأ الأرض عطرًا  ، وتنشر الفرح في القلوب البائسة.

                محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار