تصريحات كثيرة ، تحمل إشاراتٍ عديدةً ، أطلقتها الحكومة مؤخرًا ، لتطمين مواطنيها بعد فورة رفع الأسعار الأخيرة لحوامل الطاقة ، والمشتقات النفطية ومعظم المواد الغذائية وغير الغذائية بأسواقنا المحلية ، تبشرهم فيها بتحسين رواتبهم وتعويضاتهم ، ما ينعكس على ظروفهم المعيشية وحياتهم اليومية بشكل جيد !.
وهو ماجعل المواطنين المنهكين بالغلاء وغيره ، في حالة ترقب مشوب بالقلق ، لخشيتهم من ارتفاعات أسعار جديدة قبل أن يضعوا عنب الحكومة بسلالهم ، أو أن يكون العنب حبات “فراطة” تستقر متناثرة بقعر السلة ، وليس عناقيدَ تملؤها ، لينعموا بشكلها وطعمها !.
فالواقع الراهن لظروف الحياة المعيشية ، يثبت أن المواطن بحاجة لكرمِ عنبٍ حكوميٍّ وليس لسلة ملأى بالعناقيد ، بل وحتى ليس لشاحنة متخمة بالسلال ، فالمسافة بعيدة جدًا بين الحد الأدنى من الحياة المقبولة، ومداخيل المواطنين الشهرية ، وإمكانية وصل طرفيها لتصبح الحياة جيدة وظروفها لصالح المواطن ، تحتاج إلى توفير مقوماتها ، ومستلزماتها ، واستمرارها ، وقدرتها على جسر الهوة السحيقة والواسعة ، بين النفقات اليومية للأسرة على المأكل والمشرب فقط ، وبين المداخيل الشهرية المتآكلة.
بصريح العبارة ، المواطن ليس بحاجة لتصريحات وتطمينات ــ رغم أهميتها كرسائل حكومية له ــ بل هو بحاجة ماسة ، لكتلة مالية تطفئ نار الأسعار التي تكويه يوميًّا ، وتغطي احتياجات أسرته من الطعام والشراب والألبسة والطبابة والدواء ، وتجعله قادرًا على تسديد فواتير الهاتف والكهرباء والمياه والنقل ، ونفقات أبنائه إذا كانوا طلابًا بالجامعات.
وباعتقادنا ، أي شيء غير ذلك ، فلن يكون له أي جدوى ، وسيبقي عنب الحكومة حصرمًا !.
محمد أحمد خبازي