ولو كانت لمعة بلمعة  !

 

   مهما يكن وضع الكهرباء سيئًا   ،  ومهما يكن برنامج التقنين المطبق حاليًا قاسيًا   ،  فليست مبررة على  الإطلاق سرقة الكابلات الكهربائية   ،  التي تحدث بشكل شبه يومي بالمدن والمناطق  والقرى  .

  فعندما يقدم أيٌّ كان على سرقة مسافات طويلة من الخطوط النحاسية  ،  في أي موقع   ،  فإنه لا يعاقب وزارة الكهرباء أو الجهات التابعة لها بمنطقته  ـ إن كانت هذه غايته من السرقة  ـ وإنما يعاقب أهالي حيه الذي تُسرق تلك الخطوط منه  ،  بحرمانهم من الكهرباء ـ على قلتها  ـ  التي من الممكن أن تأتيهم خارج برنامج التقنين  ،  فـ ” الرمد  أهون مليون مرة من العمى ”  ،  وقليل من الكهرباء باليوم أفضل من عدمها  بتاتًا.

  وللأسف عدة سرقات وقعت  في  بعض المناطق  ،  لم تكن الأولى من نوعها  ، فقد تكررت بذات المواقع  ،  بعدما عوَّضت شركة الكهرباء المسافات المسروقة  ، وهو ماحرم الأهالي من الكهرباء  ، لعدم مد بديلة  لها مجددًا.

   وبالطبع  ، نحن هنا لاندافع عن وزارة الكهرباء  ، التي هي اليوم أكثر الوزارات لومًا  على الصعيد الشعبي  ، للأسباب  التي  تعرفونها  جميعًا   ،  وأبرزها سوء الطاقة الكهربائية وتوزيعها بين المحافظات والمدن والأرياف  ، وبرامج التقنين الأقسى من حجر الصوان  ، ولكننا نشير إلى ظاهرة صارت مستفحلة بمحافظتنا على أقل تقدير  ، لما لها من آثار سلبية على الناس الذين ليس لهم أي ذنب بتلك السرقات  ، ويبقون  بلا  كهرباء أيامًا  وليالي   ، لفقدان الكابلات النحاسية من مستودعات الكهرباء .

  وبالتأكيد المستفيد الوحيد من هذه السرقات  ، هم اللصوص الذين يبيعون مايسرقون من النحاس بأسعار مغرية  ، فالكيلو كماقيل لنا بـ 30 ألف ليرة  !.

  لهذا  ، لابد من منع أي عملية سرقة  ، بأي حي من قبل أهله  ، وإن تعذر الأمر  ، فلا بد من إبلاغ الجهات المعنية بالواقعة  ، لتضع حدًّا للسارقين  ، وتمنعهم من حرمان الأهالي من الكهرباء ولو كانت لمعة بلمعة  !

                محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار