بعد تصريح وزير الكهرباء أمام مجلس الشعب ، عن الفساد الكبير بشركة كهرباء حماة ، كان يأمل المواطنون أن تتحسن كهرباؤهم ، أو أن يطرأ تغيِّرٌ في برنامج التقنين ، الذي هو من السوء بما لايمكن وصفه أو تصنيفه ، أو التعبير عنه بالكلمات ، حتى لو كان المُعبِّرُ ، سيبويه أو المتنبي أو أبو نواس أو نزار قباني !.
ولكن لم يلمس المواطنون أيَّ تحسن ، ولم يتغير شيء في ظلام حياتهم وانعدام كهربائهم بالنهار ، التي حرمهم غيابُها شبه التام ، ومدته 22 ساعة من أصل 24 ، من مقومات الحياة ومصادر رزقهم وعيشهم ، بل وحتى من شحن بطاريات ليداتهم وهواتفهم الجوالة !.
بل إن الساعتين اللتين يفترض أن تزور فيهما الكهرباء ، منازل المواطنين على فترات ، فإنهما غير كاملتين ، وتتعرضان للتذبذب والاختزال والاختصار ، ما يضيّع عليهم فرصة التنعم بالكهرباء 40 دقيقة إضافية من أصل الـ 120 دقيقة !.
وهذا الواقع المر الذي يعاني منه ، معظمهم على امتداد المحافظة بمدنهم وأريافهم ، يجعلهم غير مكترثين بأي ملف فساد بالكهرباء أو غيرها.
فهم يريدون العنب وليس قتل الناطور !..
يريدون كهرباء كاملة مكملة ، لتضيء حياتهم التي أمست مشلولة الحركة بالنهار ، وظلامًا دامسًا بالليل ، ولايعنيهم اكتشافٌ متأخرٌ جدًا لملف فساد هنا أو هناك على أهميته ، يريدون
كهرباء الدولة ، لا الألواح الشمسية ولاالبطاريات الـ”ستوك” ،
التي لايستطيع السواد الأعظم منهم تأمين ثمنها ، حتى لو اقتطعوه من لقمة أسرهم أو اقترضوه من المصارف .
فلتكشف وزارة الكهرباء ملفات فساد ماشاء لها ، ولتحاسب مَنْ تحاسب ، ولكن قبل ذلك وبعده لتؤمن الكهرباء للمواطنين ، وهي القادرة على ذلك.
محمد أحمد خبازي