نبض الناس : لعمري أمر عجيب ياحبيب !

 
   أخبرنا وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك   بالأسباب الموجبة  ،  لرفع سعر لتر البنزين الأوكتان 90 المدعوم الذي يوزع بموجب البطاقة الالكترونية  ،  من 750 إلى 1100 ليرة  ،  فعلمنا أن ذلك كان ” بهدف التقليل من الخسائر الهائلة في موازنة النفط  ،  وضمانًا  لعدم انقطاع المادة أو قلة  توافرها  “!. 
  ولكنه لم يخبرنا كيف سينعكس ذلك على حياة المواطن المعيشية والظروف الاقتصادية الصعبة التي  ” يرفلُ” فيها ليلًا ونهارًا فقط  ،  كما مهَّد لأي  قرار صادم  شعبيًّا  سيتخذه  أو ستقره  الحكومة  بأي وقت  كان  !. 
   تُرى ألَا يعلم الوزير أن أي رفع في أسعار المشتقات النفطية  ،  سيقابله رفع بأجور وقيمة  كل الخدمات والمواد والسلع الضرورية لحياة المواطنين ؟!..
  فأصحاب المهن العلمية منذ اليوم سيضاعفون أجور  الخدمات التي يقدمونها للمواطنين  ،  وكذلك  سيفعل  التجار  والباعة والحرفيون وأصحاب محال الصيانة  ، وكل من يشتري البنزين بالسعر الجديد أو حرًا من السوق السوداء.
   فأي تحسن هذا الذي سيلمسه المواطن بحياته المعيشية المنهكة أساسًا بالغلاء الفاحش  ، عندما  تشهد خدماتُهُ وسلعُهُ ارتفاعاتٍ سعريةً أخرى  ؟..
   وباعتقادنا ليس من الجميل أن يقارن الوزير أسعار النفط العالمية بأسعارنا  ، وينسى ــ بل يتناسى وهو الخبير  ــ  مقارنة دخل المواطن الشهري عندنا وعند العالم  !.
   ولعله من الجميل حقًّا أن يعمل الوزير والفريق الحكومي المعني  ، على تحقيق التوازن بين الأسعار التي يرفعها  ، ودخول المواطنين الشهرية  ، وعندها تجوز المقارنة  ، ويمكن للناس تقبل أيَّ قرار صادم شعبيًّا  .
   أما أن يكون الراتب 90 ألف  ليرة  بأحسن  الأحوال   ،  ويحتاج  الموظف  900 ألف  ليرة بأسوأ الظروف ليعيش  بالحد  الأدنى من أسباب الحياة ، وتُرفع  الأسعار  في  الوقت  الذي  يعاني  فيه  المواطن  مايعانيه  ،  فلعمري ذلك أمرٌ عجيبٌ  ياحبيب !.   
            محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار