بما أننا نعيش في هذه الأيام الجميلة مواسم فرح ، ويجسد كلٌّ منا بطريقته الخاصة ، معاني عيدي ميلاد رسول المحبة والوئام ، السيد المسيح عليه السلام ، ورأس السنة الميلادية كرمز لصفحة جديدة من الحياة ، نأمل أن يستمر الفرحُ بديارنا ويدوم ، وأن يعمَّ الخيرُ ويشملَ جميع السوريين الذين قاسوا الكثير في رحاب هذا العام الذي يمضي في طريقه للأفول ، والذين عانوا أقسى أنواع المعاناة في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ، وفي دوائهم ومحروقاتهم وكهربائهم أيضاً.
نأملُ حقًّا أن تنتهي تلك المعاناة على كل الصعد ، مع بداية العام الجديد ، ليظل الفرح متواصلًا ، والقلوبُ تعيش بهجة الميلاد ، والأرواح ترفلُ بالأمل .
وبالطبع ، لا يمكن للمرء أن يعيش بالأماني ، وإنما بالعمل ، وهو ما يعني أنه ينبغي للحكومة توفير البيئة المناسبة للفرح ، للأمل ، للعيش الحر الجميل ، والعزيز ، والكريم .
وبالطبع نحن ندرك ، ونعي ، ونعرف ، أن الحكومة لا تخفي في جيوب معطفها وسائل وأسباب ومستلزمات راحة المواطن بمختلف القطاعات والميادين والمجالات ، ولو كانت متوافرة بجيوبها فعلًا لَكانت وزعتها للناس واستراحت من حجم الضغوطات عليها والانتقاد لها على الطالعة والنازلة ، وأراحت المواطنين من هموم الحياة وقسوتها.
ولانعتقد أن أي حكومة في الدنيا يمكنها أن تخفي مواردها وغلالها عن ناسها ، فلا مصلحة لها بذلك مطلقًا.
وبالطبع نحن لاننكر حجم التحديات الجسيمة ، التي تواجه الحكومة في توفير تلك البيئة الخصبة للناس ، بل يجب علينا ألَّا ننساها أو نغفلها في حديثنا عن الأداء الحكومي وخدمة الناس.
ولكن أيضًا يجب ألَّا تكون الحرب العدوانية الظالمة الممنهجة التي شنت على وطننا وتداعياتها ومنعكساتها ، شمَّاعةً للتقصير بتوفير ولو الحد الأدنى من أسباب العيش الكريم للناس ، أو مشجبًا نعلق عليه الفساد وشح الخدمات وقلة الموارد.
نأمل ألَّا نسمع هذه النغمة النشاز في رحاب العام الجديد ، وليكن عامًا للفرح ، لمعالجة هموم الناس بالعمل لا بالكلام .
محمد أحمد خبازي