▪ نصرة ابراهيم
لستُ بصدد الحديث عن معنى الكلمة، ودلالتِها ، وجذورِها إلخ ،لأن معناها، وتفسيرَها تمَّ نشرَه على مواقعِ التواصل الاجتماعي طيلةَ أعوام مرتْ .
ولستُ بصدد الحديث هنا عن شجرةِ حبِّ الآس ، وموطنِها ،وأماكنِ انتشارِ زراعتِها ،وفائدة أوراقها تحديداً استخدامُ الأوراقِ لتعطير أجساد الأطفالِ الحديثي الولادة في عصر موقدِ الحطب ، الموقدِ الذي تجدد بأشكالٍ متعددة عند حديثي ولادةِ النعم ، لكن الريحانَ بقي عالقاً في مسامات أغاني ياس خضر .
أفكارُنا البناءة تحتاجُ أرضاً خصبةً ،والخصبةُ الأرض
اختارتْ الرحيلَ عن خارطةِ المستقبل.
لستُ بصدد الحديث عن المستقبل الذي سقطَ من أصابعي إثرَ تعرضي لحادث بردٍ تغلغلَ في عظام رقبتي ، فلم أعد قادرةً على اللعب بالكلمات كما في عهدي القديم ، فأصبحت مكسورة الرقبة .
لكني أحاولُ قليلاً أن أتنفسَ ، فيتحولُ الهواءُ في أَنفي إلى طاقة بديلة ، وهكذا ألونُ بابَ العام الجديد بالبنفسجي ، وأرتبُ كراسي صالونِه من بابِ الاحتياط للمفاجآت السامة ، وأرشُّ كثيراً من الملح في زواياه ، كي لا تحسدَنا بقيةُ الأعوام على غبطتنا، ومسراتِنا ،ونحن نأكل الدبس الخالي من السكر كي لانصابَ بالسُّكري ، وتزدحم بنا العياداتُ ، والصيدليات .
علاجنُا الدائم يحتاجُ إلى عملية استئصالٍ لورمِ الخبثِ المتفشي في مفاصلِ ،ورُكَبِ ، وملحِ طعامِنا .
لا تخشوا شيئاً لن نُصابَ بالزهايمر مهما تعرّضْنا للضغط العاطفي ، والصحي ، وضغط شُربِ المتة ، فذاكرتُنا حديد كلما صهرناها اتسعتْ أكثر ،وباتت أكثرَ قابليةٍ للحفظ ، والتخزين ، فاضغطوا، وانفخوا ، وكدّسوا أكياسَ النايلون إننا نراهنُ على إبر التنفيس تنفيس الدواليب ، والبالونات المصنوعة بعمليات التدوير ، وعُلب الحلوى الممتلئة بدبس الفليفلة .
ولست، بصدد الحديث عن صور المشاهير التي تفورُ ،وتغلي بها صفحاتُ الانستغرام، وهم يستقبلون العام الجديد بكعب شفافٍ عالي الابتسامة ،وانفراجاتٍ قريبةٍ على صعيد السفر هذا ما أخبرَهم به الفلكي الخاص بهم.
كلَّ ما في الأمر أني أحببتُ أن أقول لكم : مرحبا ،أطمئنُ عليكم ، وأطمئنُ أنكم احتفلتم بالأعياد كلٌّ على طريقته .
أعلمُ أنكم لم تناموا ليلةَ العيد مثل الدجاج ، ولم تستيقظوا معه سعياً للبحث عن موطئ دفء ولقمةِ دجن ، بل نمتم حتى نَهَرَ النهارُ غيبوبةَ سهرتِكم ، وقَرَصَ البردُ أحلامَكم ، فنهضتم ك المجانين تنتظرون العيد الذي مرَّ قبل قليل دون التفاتةٍ إليكم ، فلم تُمسكوا بقبعته الفرو التي وضعها على رؤوس جيرانِكم في الكوكب المجاور.
لست بصدد الحديث عن الماضي ، والحاضرِ ، والغدِ ، لنقلبْ الصفحةَ الآن ، ونفتحْ عيونَنا جيداً ، لنكن على قدِّ الثوب الجديد الذي فصلتْه لنا الفلكيةُ الخاصةُ بنا ، كي لا تنزلقَ الكلماتُ في وادي جهنم ، وتنزلقَ معها ألسنتُنا ،وأقدامنُا إلى حيث يا دواليب الحظ دوري ، وهدي ع الفكرة .
فقط أحببتُ أن أَطمَئنَ عليكم ،وأقولَ لكم : مرحبا .