نبض الناس : البياضات.. أسعار نارية !

 
   جرب أن تدخل أيَّ محل بالمحافظة  ،  يبيع بياضات صحية  ،  لترى العجب العجاب في أسعار ما أنزل الله بها من سلطان  !. 
  أسعار تنتمي إلى كوكب آخر غير الأرض  ،  فسعر  أي  قطعة حتى لو كانت خلاطًا لمجلى أو مغسلة ،  يقضم نصف راتبك بعد الزيادة الأخيرة  إذا كنت موظفًا  من ذوي  الدخل  المحدود  !.. 
  وليت  الأمر  يقف  هنا  ،  بل  يتجاوزه  للبيع  بسعر  متباين جدًا  بين  محل  وآخر  ،  ولكن  حده  الأدنى  من كوكب والنار  ،  والأعلى  من جهنم  !. 
  إذ  القاسم  المشترك  الأعظم بين  الباعة  هو  السعر  الأدنى  ،  والاختلافات  الكبيرة  بينهم  هي  اجتهادات بحسب هيئة الزبون وملامحه  ،  وبحسب  طمع  البائع  ،  الذي  ” يخم ” الشاري   ويلدعه بالسعر  بناء على  شكله ولباسه  !. 
  وبالطبع  نحن هنا  لانتحدث  عن  قطع بياضات يابانية أو  كورية  ،  وإنما صينية ويفترض أن تكون أسعارها موحدة موحدة  أو شبه موحدة  أو قريبة من بعضها. 
  فصنبور المياه مثلًا ذو القبضة ” الرمانة ” ،  صيني المنشأ هو ذاته بمعظم المحال  ،  ولكن في  محل  سعره 12 ألف ليرة  ،  وفي آخر 15 ألفًا وفي  آخر 18 ألفًا. 
بينما يباع على البسطات غير المأمونة  ولا  المحمودة بأقل من 5 آلاف  ليرة !. 
   وهذه الحال بالطبع تعرفها الجهات الرقابية وتتابعها باستمرار  ، ففي كل يوم تقريبًا نقرأ عن ضبوط تموينية تنظمها حماية المستهلك بحق الباعة المخالفين  ، والذين يبيعون تلك المواد بأسعار زائدة  ، ولاتحوز فواتير نظامية ولاتتداولها  !.
  ولكن تلك الضبوط لاتجعلهم يرعوون  ، ولاتردعهم عن ارتكاب المخالفات  ، ولن تثنيهم العقوبات المشددة التي نص عليها المرسوم رقم 8 للعام 2021  ، عن الغش المستمر.
   وباعتقادنا  ، الأمر رهن بالضمير والأخلاق والشرف  ، فمن تختفي عنده هذه المنظومة القيمية  ، لن يردعه قانون ولن تثنيه عقوبة، وسيظل يغش ويستنزف المواطن على مدار الساعة.
   ومن يحكم بيعه  وشراءه ضميرُه لن يبيع إلَّا وفق الأسعار النظامية.
            محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار