صوت الفداء الدواء الحر…

 
أصبح الحصول على الدواء مشكلة تؤرق المواطن بعد أن دخل السوق السوادء والاحتكار بدافع الجشع والطمع من بعض شركات الادوية والصيادلة ما تسبب في فقدان عدة أنواع من الأدوية وتهديد صحة وحياة المرضى بالخطر .
ان متابعة لسوق الدواء تكشف بوضوح أن عدد شركات الدواء المحلية زاد كثيرا وهذا دليل ان صناعة الدواء رابحة وان الحكومة منحت شركات الادوية العديد من المزايا منها الإعفاءات الجمركية عند استيراد المواد الفعالة كما أن وزارة الصحة قامت برفع سعر الدواء مرتين بنسبة وصلت إلى 80% علما ان سعر الصرف الذي يمول به المصرف المركزي شركات الادوية لاستيراد المواد الفعالة ثابت ومستقر لم يتغير ، وهذا ما يجعل مطالبات شركات الادوية المستمرة برفع الاسعار غير منطقية والحديث عن خسائرها غير مبرر حيث اننا لم نسمع ان شركة ادوية أغلقت نتيجة الخسائر أو أنها خفضت أسعارها أوقدمت عروضا خوفا من كساد الانتاج وانتهاء صلاحية الدواء.
ان نشوء ظاهرة الدواء( الحر) التي انتشرت مؤخرا ترافقت مع قيام شركات الادوية بتصدير كميات كبيرة من الدواء ، وغني عن البيان الحديث عن الارباح الضخمة التي تحققها شركات الادوية من التصدير واقلها هو الفارق بين سعر الصرف النظامي الذي تاخذه من المركزي وتبيع انتاجها بالاسعار التصديرية وكذلك رخص الايدي العاملة السورية وكثرة الاعفاءات الجمركية والضريبية التي تحظى بها صناعة الدواء ما اثر حسب قانون السوق( العرض والطلب ) على العرض في السوق وساهم في نشوء الاحتكار و ظهور ما يعرف( الدواءالحر) وهذا يعني ان الدواء يمكن الحصول عليه بأضعاف سعره النظامي لمن يستطيع أن يدفع فقط ، والا فإن إجابة الصيدلي ستكون الدواء غير متوفر وترك المريض لمصيره.
اخيرا ان ترك صناعة الدواء بهذه الطريقة من الفوضى والجشع والاستهتار بصحة المواطن ستؤدي إلى امتداد ظاهرة الدواء الحر لتشمل كل أنواع الأدوية وتهديد صحة وحياة المرضى للخطر وكذلك استغلال الشركات تمويل المركزي بالسعر الرسمي في تصدير الدواء بدلا من الغاية الأساسية في تأمين احتياجات السوق المحلية .
والمطلوب هو منع تصدير الأدوية التي يتم تمويل مستلزماتها بالسعر النظامي وكذلك إلزام شركات الادوية بالتقيد بالأسعار النظامية وكشف الكميات المصنعة لديها وأماكن توزيعها لضرب المحتكرين وطباعة السعر على علب الدواء ومنع الكتابة فوقه أو شطبه وكذلك اتباع نظام الفوترة بما يحقق الشفافية ويضمن صحة وسلامة المواطن وحقوق الجميع .
عبداللطيف يونس
المزيد...
آخر الأخبار