* لعل معظم أوجاع وهموم الناس في هذه الفترة تتمثل في ضرورة تحسين المستوى المعيشي وتأمين الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية اليومية بيسر وسهولة، إضافة الى توفير الخدمات الضرورية من مواد المحروقات والطاقة، المؤثرة على توافر المواد الأساسية للعيش الكريم . وهذه كلها مطالب محقة و مشروعة، على الحكومة العمل على توفيرها ما استطاعت اليه سبيلا.
بالتوازي مع خطوات إعادة البناء والإعمار والتي تتطلب نظرة استراتيجية مستقبلية، كإعادة بناء ماتهدم من منشآت اقتصادية، صناعية وزراعية وخدمية وغيرها وغيرها….
وهنالابد من وضع خطط واستراتيجيات متوسطة الأجل واخرى طويلة الأجل، ومن بين تلك الخطط على سبيل المثال، الاستثمار الأمثل للأراضي القابلة للزراعة وتلك غير القابلة للزراعة والبعيدة وأقصد هنا البادية والصحراء ، والتي تناسبها بعض الزراعات الهامة غذائيا وتصنيعيا، وهذه الأراضي موجودة في سورية وبمساحات كبيرة، وإحدى هذه المشاريع الزراعية هي زراعة النخيل مثلا ، حيث تناسبه التربة والمناخ والمساحة الواسعة،إضافة لليد العاملة،اذ أن مشروعا واحدا لزراعة النخيل له ما له من فوائد جمة على مختلف الصعد ، الاقتصادية والبيئية والجمالية والاجتماعية.
فمساحات البادية كبيرة والمناخ صحراوي، والقوة البشرية متوفرة ، فهكذا مشروع اذا ما تحقق، فإن له عوائد اقتصادية كبيرة من ناحية إنتاج البلح والتمور وايجاد صناعات غذائية وأخرى مهنية كالتغليف والتعبئة للتصدير، إضافة الى مهن يدويةأخرى مرتبطة بها كصناعة السلال والأخشاب المضغوطة من سعف النخيل وغيرها الكثير.
أما بيئيا ففوائدها جمة من حيث تحسين المناخ وعودة الحياة للحيوانات البرية والطيور والمنظر الطبيعي الجمالي للمنطقة كما أنه من الممكن زراعة أشجار الحمضيات والفواكة بين أشجار النخيل.
خلاصة لما سبق لماذا لاتبادر وزارة الزراعةالى تنفيذ هكذا مشروع حيوي اقتصاديا وبيئيا وبشريا، خاصة أنه يوجد في أغلب المحافظات بساتين أمهات يمكن زراعة ملايين الغراس والعقل من فسيلات النخيل وزاعتها في البادية واستثمارها اقتصاديا من ناحية تشغيل يد عاملة والإنتاج والتصدير، وبيئيا من ناحية إضفاء مساحات خضراء في البوادي ، وهذا ما فعلته العديد من الدول العربية الخليجية والافريقية واستثمرت مناطقها الصحراوية خير استثمار فهلا فعلت وزارة الزراعة كي نكون مثلهم ؟
نصار الجرف