مبض الناس..
مسلسل الحرائق الزراعية بدأ ، من الغاب إلى سلمية ، مرورًا بمنطقة محردة ، وسواء أكانت الحرائق طبيعية أو بفعل فاعل ، فهي خسارة للوطن قبل أن تكون خسارة للفلاح صاحب الأرض المحروقة .
فمجموع الدونمات المزروعة بالقمح أو الشعير ، التي التهمتها النيران ـ أو التي ستلتهمها لا سمح الله ـ هو بالنتيجة مجموع الأطنان من الحبوب التي يخسرها الوطن ، في الوقت الذي هو فيه بحاجة لكل حبة قمح ، لصناعة الرغيف وتحقيق الأمن الغذائي.
والغريب أن هذه الحرائق تنشب هنا وهناك من أرجاء المحافظة ، رغم استعداد مديرية الزراعة بحماة ، والهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بخطط نظرية مميزة ، لموسم الحرائق الذي يبدأ عادة منذ منتصف أيار ،
بتعيينهما مئات العمال الموسميين وتوزيعهم كفرق في المناطق المصنفة شديدة الخطورة النارية ، أي التي يتوقع نشوب حرائق فيها بأي وقت ، إضافة إلى نشر الإطفائيات وصهاريج المياه بالمواقع الحراجية .
ومع ذلك لا تستطيع تلك الخطط والاستعدادات والتعيينات والآليات ، منع حريق ، أو السيطرة عليه قبل التهام النيران عشرات الدونمات من القمح أو غيره.
وأكثر ما يزعج ويؤلم في تصريحات المسؤولين ، أو الجهات المعنية ، قولها : ” تم تطويق الحريق وتبريد موقعه ومنع النيران من التمدد للأراضي المجاورة ” !.
وكأن ذلك إنجازًا خارقًا ، يجب أن نرفع لها القبعة عليه ، بينما عشرات الدونمات صارت رمادًا !.
قد يقول قائل : لايمكن لأيٍّ كان منع حدوث الحرائق بأي مكان في العالم .
هذا صحيح ولكن أعداد العمال التي تُعيَّنُ عندنا بمواسم الحرائق ، والخطط التي تعلن ونتغنى بها ، كفيلة بإخماد أكبر حريق فور نشوبه !.
محمد أحمد خبازي