العمل فقط !.

 

نبض الناس 
…. 
    توجيهات الحكومة لكل الجهات المعنية بتسويق القمح  ، تقضي باستلام كل حبة من الفلاحين مهما تكن نسبة الإجرام والشوائب فيها  ، لما لذلك من أهمية قصوى بتحقيق الأمن الغذائي  ، وتوفير الدقيق للمخابز العامة والخاصة  ، وتأمين الرغيف للمواطن  ، والتخفيف من استيراد القمح المحفوف بالمخاطر قدر المستطاع  ، وهو ما يعني بصيغة أخرى تحريك القطع الأجنبي الذي تنفقه الدولة على هذا الجانب من الاستيراد  ، باتجاه آخر ولمواد مهمة أخرى .
    ولكن الذي يحصل في بعض مراكز  التسويق ، أن توجيهات الحكومة هذه لا تطبق كما يجب ، حيث تصنف بعض الأقماح درجة ثالثة أو رابعة  ، وهو مايعني تحويله للمؤسسة العامة للأعلاف  ، لبيعها لمربي الثروة الحيوانية مع المواد العلفية الأخرى. 
   لقد سمعنا فيما سبق من مسؤولين بمرتبة وزراء ومحافظين  ، خطابات طنانة رنانة تتغنى بالفلاح وتدعوه للتشبث بالأرض والعمل بها  ، وتسليم إنتاجه من القمح والقطن والشوندر السكري لمراكز الدولة ومؤسساتها  ، وتُكبِرُ فيه التزامه الطوعي والطبيعي والفطري والغريزي  ، بما تدعوه إليه أمام عدسات الكاميرات ومكرفونات الإعلاميين !.
   ولكن  ، وعلى أرض الواقع  ، وعودها بتقديم كل التسهيلات له  ، وتأمينها كل مستلزمات العملية الزراعية والإنتاجية بمواعيدها المحددة وكمياتها المناسبة  ، لم تكن سوى كلام للاستهلاك الراهن  ، والتحفيز الخلبي  ، وهو ما أطاح بالقطن وضيَّع الشوندر  ، وسيجعلنا نتحسَّر على القمح  !.
  قلنا غير مرة  ، ونقول اليوم  : الكلام لا يجدي نفعًا  ، ولا يحبب الفلاح بأرضه ولا يلزمه بها ، ولا يحقق إنتاجًا وافرًا بأي محصول  ،  وإنما العمل هو الكفيل بإنجاز كل ذلك  ، العمل فقط  !.
                محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار