طَفَت في الآونة الأخيرة على سطح مشهدنا الثقافي غير بقعة زيت متعددة الأحجام والأشكال تركت آثاراً غير حسنة على الكائنات الشفيفة الرقيقة من أبناء الثقافة التي ألفت الصّفاء في عالم نقيّ جميل ماتع أصيل ومن جهة أخرى عكّرت صفو الذين تربوا على تأمل أبهى مفردات الجمال من شروق شموس وغروب أقمار وأسراب نوارس وغمام ..
وكنا تحدثنا سابقاً ومن على غير منبر عن تلك الحالات والتي تطورت حتى غدت ظاهرة ..حالات لم تعد تَخفى على أحد وتعكس ما تعكس من تشوه خَلقي وخُلقي منها على سبيل المثال :
– الألقاب التي يطلقونها على من هبّ ودبّ والتي ينوء بحملها المتنبي والمعري والخنساء معاً
– بطاقات الثّناء والتّقدير وتطورت إلى منح شهادات ( الدكتوراه ) من قِبَل جهات أميّة فالمانح من مقام الممنوح
– الكتابة بالنيابة عن ..أي أن تلجأ إحداهن أو أحدهم إلى شاعر ما ليكتب لها – له لقاء تعويض ما يُتفق عليه وهذا الأحدهم و الإحداهن نشرت وطبعت وربما أصبحت عضوا في مؤسسات ثقافية راقية .
وما يمكننا الحديث به وعنه في هذه الفسحة الضيقة هو السّرقات الأدبية
لاشك أنّ السّرقات الأدبية ليست طارئة على مشهدنا الثّقافي فهي متجذرة وعميقة في تاريخ الأدب العربي وحتى العالمي ولكن من المؤكد أنه لم يكن على هذه الشّاكلة من حيث الفجاجة والمباشرة والجرأة حد الوقاحة ..
دعونا نتفق على أن السّرقة سرقة ومرتكبها يستحق كل إدانة وشجب وعقاب ..سواء سارق البيضة أم الجمل ..أم سارق حنطة ومياه بلد وآثار وحضارة أمة.. أم سارق نص شعري إبداعي ..
نعم السّرقة سرقة
أتوقع أن ثمة حياء ما كان ينتاب من تظهر في نصوصه بعض ما يسمى توارد الأفكار ..الخواطر ..الخ وكان الخجل الأكبر في حال وقوع الحافر على الحافركما يُقال ..
ولكننا اليوم نرى ونسمع مالا يُصدق وربما من فضائل هذا العالم الأزرق أنه أتاح لنا الوقوف وبسهولة على العديد من حالات السّرقة الصّريحة والواضحة والجلية التي أقدم عليها جناة هذا العصر وعلى عينك يا تاجر ..
فنرى ما نراه ومن على منابر مهيبة وبحضور ثقافي لأدباء وشعراء ..نرى كيف تُقدّم قصائد مسروقة لشعراء ويُلاقي السّارق – ة كل تهليل وتكبير
كأنّ شيئاً لم يكن ..
مجموعات شعرية تُطبع وفيها مافيها من سرقات واضحة لا جملة أو جملتين وحسب ..بل صفحات وصفحات ..الخ.
سرقات وسرقات ولكن إلى متى ؟؟
ومن المضحك أنها- أنه يتصرف وكأنّ لا ذاكرة لدينا .. يجلس في الصّف الأمامي ويتم دعوته _ ها _
لمهرجانات بعد ان تم قبوله _ ها _في هيئات ثقافية لها مالها من حضور واحترام ..
حالات وحالات لا يتسع المجال لذكرها وكل ما أتيت على ذكره أعلاه وكما قلنا لا يَخفى على أحد وأعلم علم اليقين أن مادتي هذه ستفتح عليّ مدافع السّارقين والسّارقات ولكن أتمنى ألّا أحرج في مادة قادمة وأذكر الأسماء وبالأدلة والشهود ..
عباس حيروقة