دراسة لإدراج النواعير على لائحة التراث العالمي … الآثار : ابتكار فريد واستثنائي 17 ناعورة حالياً دعم مديرية النواعير بما يلزم لتحافظ عليها
أعدت دائرة الآثار بحماة دراسة عن النواعير التي تعد رمزاً من رموز مدينة حماة بل المحافظة ككل فلا يكاد يذكر اسم حماة إلا وتقرن معها النواعير.
وقال مدير الآثار بحماة عبد القادر فرزات : إن هدف الدراسة هو إدراج هذه النواعير في لائحة التراث العالمي وتسليط الضوء على أهميتها التاريخية والحضارية على مستوى العالم.
وأضاف : قدر عدد النواعير على كامل مجرى نهر العاصي في مدينة حماة في الفترة ماقبل القرن السادس عشر الميلادي بالمئات ، أما ماذكر في إحصائيات سجلات المحكمة الشرعية بحماة في القرن السادس عشر الميلادي فقد بلغ عدد النواعير وقتها (224) ناعورة وحسب الإحصائيات التي أجراها محمد يحيى زكريا الشقفة فقد بلغت (118) ناعورة وحسب إحصائيات أحمد قدري الكيلاني فقد بلغت (101) ناعورة تتوضع على كامل امتداد حوض العاصي ضمن محافظة حماة ،أما عدد النواعير التي لازالت تعمل ضمن مدينة حماة فهو (17) ناعورة لما تزلْ مستخدمة وتتم صيانتها بشكل مستمر.
عربية
وحول تاريخ ابتكار النواعير واحتمال أنها تعود للعهد الآرامي قال مدير الآثار:
يرجح تأريخ فكرة ابتكار النواعير في حماة بأنه يعود إلى أبعد أو أقدم من تاريخ الرومان وذلك حسب رأي المؤرخ جورج كولان الذي عدّ النواعير في حماة أكثر قدماً من الرومان والإغريق ويرجح بأن هناك دوراً للتقنية الآرامية في صناعتها وراح بعضهم يقول بأنها من آثار الحثيين وفي كتاب المركز المحيط للمخطط التنظيمي لمدينة حماة يقول أنها تعود للعهد الآرامي، كما اكتشفت لوحة فسيفساء للناعورة بشكلها الحالي تقريباً في شارع الأعمدة بمدينة أفاميا الأثرية وهذا يدل على أن الرومان أعجبوا بالناعورة على أنها كشكل غريب وجديد عليهم ،فأقاموا لها لوحة تجسدها ووضعوها في ذلك الشارع الهام وماذلك إلا لانبهارهم ،بهذا الاختراع واللوحة موجودة في متحف حماة ويرجع تأريخها للعام (462)م. أما شكلها الحالي فيعود للحقبة العربية ولايمكن تأريخ أياً من النواعير المتبقية في حماة حالياً على أنها أقدم من القرن الثاني عشر للميلاد حيث اعتمدت النواعير في نهاية المطاف من قبل المهندسين في العهد الإسلامي الذين طوروها وحسنوها وعلى سبيل المثال أضافوا آلية الموازنة لتسهيل توصيل المياه.
تستحق
وحول نقاط القوة التي تدفع لتسجيل النواعير ضمن التراث العالمي قال مدير الآثار: إنها تمتلك عدداً منها مثل:
ـ إن النواعير ابتكار بشري فريد واستثنائي قام به الإنسان لرفع مستوى مياه نهر العاصي المنخفض عن الأراضي المحيطة بغرض الري.
ـ لاتزال حجريات النواعير تحتفظ بأغلب عناصرها الأصلية.
ـ تدخل النواعير الموجودة ضمن مدينة حماة بالنسيج العمراني الحديث للمدينة ما يشكل منظراً فريداً ولما تزلْ بعض النواعير تقوم بوظيفتها الأصلية بري الأراضي والبساتين المحيطة بها مثل ناعورة الدهشة والمقصّف والبشرية الكبرى.
مقترحات
واختتم فرزات لقاءه معنا بإيراد عدد من المقترحات لحماية النواعير وحجرياتها مثل:
1ـ التعاون مابين وزارة الثقافة ووزارة الإدارة المحلية ومحافظة حماة لتأمين مايلزم من آليات ومعدات ضرورية لمديرية النواعير في حماة ،علماً أنها المديرية الوحيدة في سورية المسؤولة عن صيانة وتصنيع النواعير.
2ـ العمل على تأمين الأخشاب اللازمة والمناسبة لتصنيع النواعير حتى لو اضطررنا لاستيرادها من الخارج.
3ـ العمل على وضع خطة سنوية من قبل دائرة آثار حماة للكشف على حجريات النواعير والقيام بأعمال الصيانة والترميم الدورية لها وتخصيص الدعم اللازم لتلك الأعمال.
4 ـ العمل على وضع دراسة لتنظيم مجرى نهر العاصي بجدران مائلة(كلاسيه) ضمن مدينة حماة على الأقل بجوار النواعير بما ينسجم مع الطراز المعماري للنواعير وذلك يساهم في التخفيف من تآكل مجرى النهر بشكل عرضي ويخفف من تراكم الطمي في مجرى النواعير كما يعطي منظراً جمالياً وسياحياً للمكان بشكل عام.
5 ـ إزالة التدخلات الحديثة (أعمال الترميم بالإسمنت المسلح لبعض قناطر النواعير والحجريات) وإعادة ترميمها بنفس مواد البناء الأصلية.
أحمد عبد العزيز الحمدو