كان يامكان.. يوم كان .. أيام زمان..
منذ سالف العصر والزمان.. كان التاجر الإنسان غير محتار ولاحيران.. وأسّس لنفسه كياناً من التجارة، بدءاً من الأواني والخيطان.. فنهض اقتصادياً وجاب البحار والبلدان وأصبح صانعاً على كل لسان..
واليوم يتجاذبه تياران, الأول رأسمالي جشع, والثاني السمعة أيام زمان.. وهو بينهما صفنان حيران.
هل نهج الاقتصاد الرأسمالي سيوفر له حياة كريمة بعيدة عن شظف العيش؟! أم السمعة أيام زمان؟! والتي أصبحت آخر ماتهم التاجر، والله يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور؟
ويسألونك عن المنجى : أقول ببساطة اذهبوا والتقوا بعض التجار في أي زمان ومكان، الذين يرفعون الأسعار، ويحتكرون المواد، ويستجرون المواد المهرّبة والمجهولة المصدر مقابل الربح غير المشروع.
وسيأتي يوم أو زمان لا أحد يحاسب فيه التاجر، وسينعكس المثل القديم ليصبح (التاجر أكل مال الفاجر)، وستبرز أقوال مأثورة مثل: (كله ماشي)، والزبائن مثل التراب، ولا أحد يحاسبنا، فلماذا نهتم بالجودة وبسمعتنا؟! وسيأتي زمان يرفع فيه التجار لافتات مثل: (ليس لدينا لحم حمير)، وذاك: (خضرواتنا ليست مسقية بمياه المجارير)، وذاك: (لدينا معجنات خالية من الجراذين )
ياسادة ياكرام.. ثمة خلل نعرفه.. ونتجاهل الدليل إليه.. وعلى قول المطربة: (يابياعين الصبر . دلوني… الصبر فين أراضيه)؟!
توفيق زعزوع