سيكون فصل الشتاء في العام القادم أفضل شح بالمازوت والغاز والكهرباء هذا الشتاء أسر كثيرة لم تحصل على 100 لتر من مازوت التدفئة
هذا السؤال الذي بدأ به المواطنون في المحافظة وربما في جميع المحافظات حديثهم بعد أن أمضوا شتاءً مريراً وقاسياً ، أولاً لناحية تأمين وسائل التدفئة التي لحقت بها أزمات متتالية ، فمن أزمة غاز إلى أزمة مازوت وصولاً إلى تقنين التيار الكهربائي لساعات طويلة وما زاد الطين بلة الأجواء الباردة والمنخفضات المتتالية.
فالعام الماضي لم يكن أفضل ولكن ربما لم يعانِ المواطن معاناة كبيرة بسبب عدم برودة الطقس، أما مسلسل الأزمات فقد اعتاده في كل عام، هذا المسلسل الذي لا يشهد حلقاته الأخيرة إلا مع انتهاء فصل الشتاء حيث يخف الطلب على المحروقات بشكل طبيعي.
يعيش واقعاً ويسمع عن آخر!
ويمضي الوقت وهو يعيش واقعاً ويسمع عن آخر من خلال تصريحات المعنيين ووعودهم بتوافر المازوت والغاز في وقت قريب وأنه لا يوجد أزمة …وأن …. وأن ولكن حكماً من يأكل العصي ليس كمن يعدها.
المواطنون أجمعوا على القول: إنه انتهى فصل الشتاء وعدد كبير من الأسر لم تحصل على قطرة مازوت واحدة وهذه الأسر بقيت طوال أيام البرد وهي تبحث عن وسيلة تدفئة تحميها وتحمي أطفالها من البرد ولكن ما إن تجد وسيلة حتى تلحق بها أزمة.
وتابعوا قائلين : فبعد أن يئسنا من الحصول على المازوت اتجهنا إلى التدفئة بالغاز و فجأة أصبح الحصول على أسطوانة غاز أشبه بالحلم .ويحتاج من يريد أسطوانة إلى ساعات وربما إلى أيام وهو ينتظر دوره في حين أنه يأخذها مباشرة بسعر 7000 -8000ليرة وكذلك المازوت.
والطامة الكبرى هو أنه ورغم شرائنا للمحروقات بالسعر الحر يكون مغشوشاً، فالمازوت ممزوج مع مواد أخرى وهذا يبدو من رائحته والغاز تم تفريغ قسم من الأسطوانة من دون حسيب أورقيب.
لم تنته أزمة الغاز بعد
مدحت ميهوب قال : لم تنته الأزمة طالما أننا ننتظر دورنا أياماً وما زلنا تحت رحمة تجار الأزمة والسبب لا يعود فقط إلى نقص الكميات وإنما أيضاً لسوء التوزيع، فهناك من حصل على أكثر من أسطوانة وبالمقابل هناك أشخاص لم يحصلوا عليها إلا مرة واحدة ومنهم من لم يحصل عليها أبداً ، أما المازوت فقد نسيناه فحتى 100 لتر التي وعدونا بها لم نحصل عليها علماً أنها لا تفعل شيئا وخاصة في مناطق باردة تحتاج إلى 1000 لتر في شتاء كهذا الشتاء حيث نخر البرد أجساد أطفالنا الذين لم يفارقهم المرض.
لا أزمة ولكن ضائقة
ضاهر ضاهر مدير فرع محروقات حماة قال :
ذكرنا قبل مرة بأن الموضوع لم يصل إلى حد الأزمة فلم ينقطع التزويد ولا يوماً إنما قلّت الكميات و تزامن ذلك مع طقس بارد وتقنين في الكهرباء ما جعل المواطن يزداد طلبه على المحروقات ما أدى إلى ظهور ضائقة خفت حدتها حالياً بنسبة 75 % حيث زادت الكميات بشكل واضح وهناك تحسن في الأيام القادمة إن استمر الوضع الحالي بالتزويد علماً أن التوزيع يتم حسب الكميات الواردة وبدءاً من القطاعات الأساسية.
32 مليون لتر للتدفئة
أما عن الكميات الموزعة فقد تم توزيع 32 مليون لتر على مستوى المحافظة للتدفئة أي بشكل تقريبي غالبية المواطنين حصلوا على 100 لتر، أما الغاز فلا نستطيع أن نعطي أرقاماً لأن الإنتاج متفاوت وحسب توافر المادة فهي غير ثابتة ولكن تحسنت بالعموم .
فكرة لتعميمها
وعن فكرة توزيع الغاز من خلال البطاقة الذكية قال ضاهر : الفكرة طبقت بمحافظة اللاذقية ونجحت، وهناك فكرة لتعميمها في جميع المحافظات وبالتأكيد هذا سيحل المشكلة إلى حد ما.
ونحن نقول :
بغض النظر عن الوعود والتصريحات، أمامنا واقع مرير عاشه المواطنون في أرجاء المحافظة وهم يبحثون عن قطرة مازوت واحدة يواجهون بها البرد القارس وأتت أزمة الغاز لتزيد المعاناة معاناة .
وتتوج كل هذا بساعات تقنين طويلة للتيار الكهربائي مع ظروف معيشية قاسية، كل هذا ونطالب مواطننا بالصبر والتحمل في حين أن صبره نفد، فما نتمناه ألا تتكرر معاناة هذا العام وأن تستفيد الجهات المعنية وتستدرك وقوع الاختناقات لا أن تنتظرها.
نسرين سليمان